فرح وبهجة وسرور لإقامة شعائر الله ومنها الحج، وكمّ هو جميل منظر تفويج حجاج بيت الله الحرام مرددين التكبير والتهليل والابتهال إلى الله جلت قدرته في أيام مباركة وفضيلة، يتركون الدنيا وينشغلون في الطاعة والعبادة وتلبية النداء بحمد وشكر ونعمة.
يشاطر من لم يحظ بالحج مشاعر الغبطة لله سبحانه وتعالى لنعمه وكرمه وفضله على الناس، يتوجهون إلى البيت الحرام بأفئدتهم وأجسادهم وأرواحهم ويقصدون رحلة موفقة ومغفرة تامة للعودة بطهارة ونقاء.
جميعنا حجيج بطلب المغفرة والعفو والرحمة؛ لحجيج في بيت الله الحرام مناسك وشعائر يجتهدون في اتمامها في وقتها واستكمال اركان الحج كاملة غير منقوصة، ومن لم يشارك الحجيج ويرافقهم عليه، وعلينا جميعنا القيام وادراك فضل العشر الأوائل من ذي الحجة ولو بعمل نقي طاهر يوجه لرضا الله وتلبية طاعته بخشوع وسرية وعلن وشعور واستحضار لفلسفة الحج الشاملة والتي لشعائرها معان واضحة وصريحة من عرفة والأضحية وسائر اركان واعمال الحج.
جميعنا حجيج إن فعلنا الخير بنقاء وإخلاص وتضحية وإيثار واجتهاد في الطاعة ومثابرة على أداء الحقوق لأصحابها والتدبر في عمل المعروف وغرس الفرح في النفوس والتبرع بهمة وسخاء.
جميل ما يقدمه فقهاء وعلماء الشريعة من نصائح وارشادات لنيل الأجر والثواب بسهولة ويسر وعفوية وإخلاص، وطيب ما تجود به الانفس من اعمال مهما بلغت في سبيل الطاعة والاجتهاد في العبادة والفوز والنجاة.
أعمال الخير والذكر هي من مقومات الثواب لمن لم يكن مع الحجيج، تتنوع اشكال الخير وهي للذات نفسها وليس للمحتاج؛ المتبرع هو في امس الحاجة من المحتاج، وكمّ من متبرع يضيع فرصة الكسب من الانفاق بما يخالط العمل من المظهر والأذى والمنة.
تلمس المنجيات هي في الميزان عند الله ثقيلة ونفيسة وغالية عند الكريم الجبار وعند الواحد الاحد القهار، والإحسان يشمل بفضائله من حسن النية والعمل الموجه كله لله هو ما يقرب المؤمن والساعي إلى مراتب القبول؛ فإن لم نكن نرى الله، لكن الله ينظر إلى صحائف أعمالنا ويباهي الملائكة بها، ويطلق المغفرة للحجيج في بيته تامة.
تجارة مع الله هي، نداوم على اتقانها بكل ما يطيب النفس من صُنع وربح مضاعف في الأيام العشر الاولى من ذي الحجة وسائر العام من حسن خلق وتعامل واتقان ومنافسة واجتهاد ومناجاة، وصلة وتراحم بين الناس وجبر للخواطر.
المحتاج فينا لمشاركة الحجيج طاعتهم وتلبيتهم وأعمالهم، عليه عمل يوازي ذلك بيسر وحصوله العبادة والابتعاد عن المعصية بأشكالها وصورها، وكم هو صادق منظر من يطعم المسكين في هذه الأيام المباركة ويفطر صائما ويسعى في حاجه مسكين ومن يتولى الأسر العفيفة ويبحث عن حاجات المحتاج في أبسط صورها وأشكالها ويغنيه عن السؤال وطلب المساعدة.
تلاوة الذكر الحكيم وفهم تفسيره وأسباب النزول والمقاصد العامة ومدلول كل سورة وآية؛ نقرأ مسرعين في أحيان نحتاج فيها للتدبر والفهم الدقيق للمعنى اللغوي والشرعي لكل ما يرد في رحاب كتاب الله والبحث في السنة النبوية الشريفة والتفاسير الصحيحة عن المعنى السليم.
جميعنا حجيج ببساطة وسهولة المعاملة مع الله وتوجيه العمل خالصا لوجهه الكريم وعدم الاستهانة بقول وفعل يقربنا زلفى الى الله؛ إماطة الاذى عن الطريق والبر بمفهومه الشامل نموذج لطلب الغنيمة والفوز بالدارين.
طوبى لضيوف الرحمن، متقبل منكم تلبيتكم وعسانا بمعيتكم.
fawazyan@hotmail.co.uk