الكثير من معالم الصيف سوف تظهر؛ حر وتوابعه، متابعة للنشرة الجوية وحالة الطقس، نشاطات وفعاليات محلية خاصة بالتخرج والزواج والنجاح في الثانوية العامة، رحلات داخلية وخارجية والعديد من المناسبات الاجتماعية المرتبطة بموسم الصيف.
معالم واضحة للمصالح الأردنية وسط جوار ملتهب؛ تحديات جمة يحملها الصيف للأردن من خلال قضايا المياه، الطاقة، الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، حل الدولتين، المصالح المشتركة مع الدول العربية والدولية، نبض الرأي العام الأردني، التحديث والمستقبل، التوافق والمواقف مع الحكومة، السجال في السوشيال ميديا، الحراك الحزبي، التفاعل مع الأحداث العربية الفلسطينية منها والصراع العربي الإسرائيلي وجملة من القضايا التي ترتبط أيضاً بحرارة الملفات الساخنة في المنطقة والعالم.
أولوية قطاع المياه يتصدر المشهد المحلي، نظرا للعديد من التحذيرات المتكررة من صعوبة الوضع المائي الحالي وضرورة الترشيد في استخدام المياه والبحث عن البدائل المتاحة لتوفير كميات المياه للأسرة الأردنية ومن يعيش على أراضي المملكة الأردنية الهاشمية.
انتعاش الوضع الاقتصادي المحلي وتنشيط الاستثمار والسياحة في الصيف والترويج للمواقع السياحية والعديد من المقترحات الخاصة بحل التحديات الاقتصادية من خلال المقترحات بتخفيض نسبة ضريبة الدخل والغاءها في المناطق الحرة، تخفيض نسبة ضريبة المبيعات على المواد المصنعة داخليا لتشجيع شرائها وتصديرها، تخفيض نسب الفوائد في البنوك لتشجيع قروض الاستثمار، تخفيض نسب الجمارك على المواد الأولية للمصانع، رفع نسب الجمارك على المواد المستوردة والمنتهية الصنع والتي لها بديل محلي، رفع رقابة الجودة على المنتجات المحلية، تخفيض التعرفة?الكهربائية للمصانع، تثبيت القوانين دون تعديل جوهري لفترة زمنية طويلة ومجموعة من المقترحات الخاصة بالصيف الاقتصادي القادم.
الأزمة الغذائية العالمية تتصدر المشهد للصيف القادم، وتشكل التحدي الأصعب للعالم في توفير الغذاء للبشرية وتدفقه عبر العالم ومروره بالعديد من الأزمات السياسية وإغلاق الحدود واشتعال الحروب مثل حرائق الصيف.
يمر الأردن خلال الصيف ويسير قدما نحو التحديث والانتقال من توفير الخدمة إلى تجويدها وتقديمها بشكل مناسب وفي مختلف المحافظات، ولعل تجويد خدمة النقل تعتبر من الأمنيات المرتبطة بالصيف دون جدال وفي حدود الرجاء بتدشين شبكة مواصلات جيدة وبطرق داخلية وخارجية مريحة وأمنة، ترافقها أمنية صفية بتحقق قطار يجوب المحافظات من الشمال إلى الجنوب ضمن المسافات الشاسعة والمترامية الأطراف.
النشاط السياسي مرتبط بالصيف والمساحة الحوارية المتاحة بين الأطراف المعنية بتكوين ثقافة مجتمعية وسياسية جادة، تطرح الآراء كافة والتي ينبغي أن تصب في المصلحة الوطنية وبلغة واضحة وواثقة من تأثير النضج السياسي تجاه الملفات المحلية والخارجية والتي لا تحتاج إلى مزايدة، بل تتطلب الوعي التام بما يمكن مواجهته ليس خلال الصيف القادم وحسب ولكن في المستقبل القريب.
يحمل الصيف القادم معالم جديدة من الأزمات المحتملة على المستويات كافة، وضمن أحداث سوف تحمل في طياتها تحديد المواقف واتخاذ القرارات المناسبة وتحمل النتائج والتصرف وفق لذلك بحكمة وشجاعة وثبات.
مهما يقال فإن الحديث عن الصيف القادم يعني الوقوف عند محطات قادمة منها التركيز على أهمية استشراف المستقبل من خلال المعرفة والعلم والبحث العلمي والإنجاز الحضاري المميز لمواجهة التحديات القادمة دون خوف وقلق ورعب.
يمكن اعتبار الصيف القادم فرصة لإنجاز مهمة واحدة على أقل تقدير من الملفات الساخنة ومنها الملف المائي والذي يعني بالضرورة تحقيق الأمن والاستقرار للجميع دون استثناء.
fawazyan@hotmail.co.uk