كتاب

سنوات مع الرأي

تأتي مناسبة تأسيس دار الرأي (2/6/1971)، لتشكل ذاكرة وطنية ونافذة مشرعة للحديث عن سنوات خصبة وذكريات حية في النفوس وفي ضمير العمل الصحفي والإعلامي وتفاصيل عديدة ومنوعة ومنها تشكيل الحكومات الأردنية والتفاعل الوطني والقومي ورصد نبض البلد؛ كانت الرأي بمثابة إطلالة للمسؤول على الواقع من خلال ما تجود به الأقلام على صفحاتها وبمن يتم استقطابهم للانطواء تحت ظلها.

بدأت رحلتي مع الرأي عام 1981 وما تزال، حين كنت وسائر الكتاب نحمل المقال مكتوباً بخط اليد والانتظار لقراءته من المحرر ومن ثم نشره تباعاً في منبر الرأي تحديداً وباقي الزوايا والصفحات في عدد الرأي والذي كنا نبدأ يومنا بتصفح الجريدة من خلاله والذي كان الوالد- رحمه الله - يضعه تحت تصرفي لمطالعته ومن ثم التعلق بـالرأي منذ الصغر وحتى الآن.

لم تنقطع صلتي بـالرأي يوماً منذ ذلك التاريخ، وبقيت أكتب وأكتب وتنشر مقالاتي وما تزال بكرم وفضل واهتمام وتشجيع ومتابعة ودعم وتفضيل وثقة واحترام وتقدير، وما زلت وحتى اللحظة ارسل لـالرأي ما يتيسر من مقالات، تنشر والحمدلله بانتظام ومتابعة من القراء الأعزاء والتعليق عليها.

الكتابة في الرأي امتياز؛ طوال الفترة الماضية، شعرت بذلك ومن خلال جيراني من الكتابة على صفحات الرأي والبوح بما يجول في الخاطر والبال والتطرق إلى مواضيع منوعة وفي المجالات المختلفة على الصعيد الشخصي والوطني والمحلي وفي بعض الأوقات العربي والدولي، حيث للحدث ضرورة لذلك.

الكتابة في الرأي، تعني في أحيان كثيرة الانحياز للدولة؛ وذلك لطبيعة الواقع حيث ورثت هم العمل الحكومي عن والدي – رحمه الله – والاستغراق في سلك الخدمة الحكومية حتى موعد التقاعد والالتزام بذات النهج والدفاع عن الأردن بكل ما يتيسر لي من كتابة ومشاركة ومقال على صفحات الرأي.

أسماء عديدة ومقدرة ووفية للصداقة والزمالة، صادقتها في الرأي وتبادلت معها ثقة الاهتمام والتواصل والأمانة لنشر الكلمة الطيبة والمناسبة والزاخرة بما يليق بالأردن وفي جميع المراحل والمحطات والمفاصل، أرجو إسداء إلى كل واحد منهم بباقات الود والعرفان والامتنان والعرفان، على جهدهم الرائع لإنارة الدرب لي في الرأي على الدوام.

ما يزال العدد الورقي من جريدة الرأي يعني لي الكثير من الحرص والقراءة والاستفادة وعيش لحظات الاستغراق في كل صفحة وكل زاوية وجميع ما ينشر، والقناعة التامة، أن العدد ما صدر لولا ذلك السهر والتعب من أسرة الرأي ومن كل فرد في رحابها، ثابر وقدم لأجل ان يشرق الصباح بعدد وطلة لـالرأي، حين ينشر مقالاً لي على وجه الخصوص مع ثنايا اليوم الجديد والاستيقاظ على حلم متجدد بالكلمة والموقف والرأي في الرأي.

مناسبة صدور الرأي وصمودها، قصة في حد ذاتها، فكل عام وقلعة الأردن الأردن الحصينة في الإعلام في خضم الحدث والخبر وفي ثنايا فجر كل يوم يأتي عبر حُلة الرأي الجميلة، كل عام وابنائها وبناتها على مرأى من حلم النصر المبين.

أيها الرأي: دمت للسنوات الماضية وتلك القادمة عنواناً لكل ما يليق ويناسب دار الرأي على مدى الحقيقة والكلمة والقلم وعلى مدى العمر، دمت كذلك وأكثر.

fawazyan@hotmail.co.uk