ما تشهده الواجهة الشمالية للمملكة يوميا من تهديد للامن القومي والاقتصادي من قبل عصابات الاجرام التي استباحت المناطق الجنوبية في الشقيقة سوريا لحالة الانفلات الامني الدائر هناك وغياب السيطرة السورية على تلك المناطق اصبح امرا مقلقا ومفزعا ومرعبا في نفس الوقت.
في كل يوم يسقط عشرات الشباب ضحية للسموم التي يسعى هؤلاء لادخالها الى المملكة مستغلين المساحات الحدودية الشاسعة مع الجار السوري وفي محاولات شبه يوميا هدفها ضرب الاقتصاد الاردني في الصميم وتعريض مستقبل شبابه لخطر المخدرات وانتشارها وباساليب اقل ما يقال عنها شيطانية وتشهد رعاية اجهزة وتنظيمات اجرامية تسعى الى هز الاردن اقتصاديا واجتماعيا بعدما ان عجزت عنه سياسيا.
قواتنا المسلحة العين الساهرة على امننا وحدودنا والتي قدمت تضحيات كبيرة في صفوف جنودها وضباطها، ويستفزها العدو الشيطان في كل مرة، تحبط في كل يوم عشرات المحاولات للتسلل والتهريب، غير ان القلق وكل القلق اليوم ليس بالمخدرات وحدها بقدر ما اصبحنا نخشى ان تصبح هذه المساحات الشاسعة اوكارا للارهابيين والتكفيرين والمتربصين في امننا ومستقبلنا شرا وبرعاية تنظيمية من اجهزة تريد احباط كل اسباب استقرارنا وامننا الذي تحقق على مدار السنوات الماضية.
الثقة كبيرة ومطلقة بلا حدود في قواتنا المسلحة الباسلة واجهزتنا الامنية والاستخبارية، فهم عيون القائد وقلبه وذراع الوطن وسنده، والقادرون على دحر كل هذه المحاولات بصبر وحكمة وانضباطية عالية لا تستسلم لمحاولات الاستفزاز المستمرة رغم قدرتها ان لزم الامر على دك تلك العصابات في معاقلهم واقتلاعهم من شروشهم حتى وان كانوا في اخر الدنيا، فعقيدة الجيش العربي في حماية الوطن وامنه القومي لا تتوقف عند حدود او سياج فحدود الوطن اليوم بالنسبة له هي معاقلكم واماكن تجارتكم السوداء وعلى هذه الحالة شواهد يكفي ان تتعظوا بها.
اليوم اقتصادنا وشبابنا بخطر ولربما سيكون امننا كله في خطر في حال استمر انفلات تلك المناطق دون لجمها، ونحن لن نسمح ان يدمر ابناؤنا امام تجارتكم اللعينة وامام محاولات الانظمة الكارهة لامن الاردن واستقراره، ولن نسمح ان تكون هذه المناطق وكرا جديدا للارهابيين والتكفيريين والمستعلين على الدين، وسنبقى سندا لقواتنا المسلحة داعمين لها واقفين خلفها وامامها مشاريع شهداء فنموت نحن ويحيا الوطن واجياله من ابنائنا.
الجميع يعلم اننا استطعنا وخلال السنوات الماضية النأي بانفسنا عن اي تدخلات خارجية، وكتمنا الغيظ بالرغم من كل محاولات الاستفزاز والتحريض ومحاولات الفتن وغيرها، ونجحنا بوعي الشعب وحرص قواته العسكرية والامنية وبحكمة القيادة الهاشمية ان نكون اليوم واحة للامن والاستقرار حتى اصبح العالم يتغنى باجراءاتنا وحكمتنا على مدار عشرات السنوات الماضية، واليوم لن نسمح لقليل من المرتزقة ومسانديهم وداعميهم ان يستقووا علينا وان يعكروا صفو استقرارنا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، والتي ستكون ايادينا كما الصخور على رؤوسهم وبنادق?ا لهبا يحرق اجسادهم واوكارهم.
ختامنا، كلنا ثقة بقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية وحكمتها وداعمون لاجراءاتها وقراراتها اينما كانت للحفاظ على ما وصلنا اليه من استقرار وامن وتعاف اقتصادي، ففي كل بيت هم وقلق من ان يصل هذا السم القاتل الى ابنائه وبناته، فكلنا خلف الجيش ليخلصونا كما عودونا دائما ببطولاتهم من هذا التهديد المتربص بنا، (الله الوطن الملك) نموت نموت وتحيا ثلاثيتنا المقدسة.