اليوم نشهد نشاطاً ملحوظاً بالعمل الحزبي ما بين التأسيس والاندماج وايضاً بتعديل برامج الاحزاب القائمة، ولعل اهم نشاط تقوم به الاحزاب اليوم هو استقطاب الشباب من أجل المرحلة القادمة مع دخولنا للمئوية الثانية لعمر الدولة، وذلك بعد تحديث المنظومة السياسية للتعديلات الدستورية وتعديل و تطوير كل من قانون الاحزاب والانتخاب حيث ان قانون الانتخاب اتاح مجالا للاحزاب ان تشارك في الانتخابات ويكون لها دور اساسي بالنسبة 30% بما يقارب 41 مقعد حزبي برلماني تمهيداً لبرلمانات حزبية وبرامجية.. وعلى أثر ذلك تكمن هناك العديد من التساؤلات:-
ما هو واقع الاحزاب اليوم؟وما الذي يتم تجهيزه لهذه المرحلة للاطر القانونية والتشريعية والذي يلزم الأحزاب لتصويب أوضاعها؟وما هو دور الشباب في الاحزاب؟
مؤشرات الواقع عن الاحزاب بدأت بتكاثف جهود المؤسسين والقيادين الحزبيين باستقطاب أعضاء جدد وانتساب الشباب خاصةً وهذا مؤشر ايجابي كما بأن هنالك احزاب بدأت بالاندماج وهو خطوة لتوسيع مظلة الحزب.
كما أن هنالك عدة أحزاب قائمة ما تزال تغيب عن ملامح الاندماج والائتلاف وما تزال تشهد اطيافها انقسامات متعددة لاسيما ان القوانين المستحدثة بموادها في القوائم الانتخابية تلزم هذه الاحزاب بتغيير نظرتها للعمل السياسي وذلك لتشكيل طيف جامع يؤهلها للدخول تحت القبة.
ومن هنا لا بد أن يتوجب على الاحزاب السياسية ان تمنح الشباب الادوار القيادية بها وتفتح ابوابها المغلقة تجاههم بالحوار الواسع والاجتهاد في وضع الحلول للمعيقات التي تواجههم واحترام آرائهم لأن الفرصة الممنوحة اليوم للشباب في قانون الانتخاب والاحزاب تهيئ المناخ والبيئة المناسبة لهم للمشاركة السياسية والتي تؤثر بشكل كبير في فهم الواقع ورسم المستقبل المأمول من قبلهم لأن التغيير الاجتماعي والتطور القيادي لدى الشباب بات مطلوباً عبر سلوك معياري فاعل لإحداث توازن حقيقي للنهوض في الأداور القيادية على مستوى المنظمات والمؤسسات الوطنية والسياسية والتشريعية والاجتماعية من حيث فهم الشباب واحتياجاتهم.
حيث أن ما يقارب 13451 من الشباب منتسبين لاحزاب بالنسبة 35.2% وذلك من اجمال المنتسبين وهذه النسب لا سيما ان ترتفع في المرحلة القادمة كما ان قانون الاحزاب اشار في مواده السماح للطلبة والشباب في الجامعات ان يمارسوا العمل الحزبي وهذا يعني انه هناك مصلحة للشباب للمشاركة في الاحزاب للوصول للبرلمانات وتشكيل الحكومات.
الخارطة الحزبية اليوم تشهد تحركات جادة من شخصيات سياسية تطمح لتشكيل احزاب ممتده جغرافياً وديموغرافياً كما ان هنالك ما يقارب 26 حزباً تحت التأسيس مقابل 56 حزباً قائماً.
المرحلة المقبلة تحتاج الى تكاثف الجهود الوطنية والتي تضمن فكرة العدالة والديمقراطية وتمكين الشباب للوصول الى المناصب القيادية فضلا عن توسيع قاعدة الائتلافات والاستفادة من التجارب العالمية في الوصول الى تياراتٍ سياسية اقل عدداً واكثر تمثيلاً.