تدخل جماعة عمان لحوارات المستقبل هذه الأيام عامها الثامن، منهية سبعة أعوام من الإنجازات المتراكمة، أبرزها أنها استقطبت خلال هذه السنوات عشرات الخبرات من رجالات وسيدات الوطن الخبراء في مختلف المجالات، ومن الذين خلعوا كل العباءات إلا عباءة الوطن والعمل على رفعته، من خلال الجهد الجاد الذي يرتكز إلى الخبرات العلمية والعملية، والذين توزعوا على فرق عمل متخصصة، كل في مجاله فهناك فريق للتعليم وآخر للصحة وثالث للاقتصاد ورابع للقانون وخامس للشباب وسادس للاسرة... الخ دون أن ننسى السياسة وأهمية التحديث السياسي، بالإضا?ة إلى برامج خدمة المجتمع من خلال الحملات المنظمة لمحاربة الفقر والجوع والمرض، واوجه اخرى من الخدمة المباشرة للمجتمع.
منذ بدايتها الأولى اعتمدت جماعة عمان لحوارات المستقبل العمل بروح الفريق وعلى قاعدة التكامل، انطلاقاً من القناعة بأن النهوض بالوطن لا يتم إلا من خلال مشروع متكامل يراعي التكامل بين كل قطاعات وجوانب التنمية الشاملة، فلا اقتصاد سليم دون تعليم يراعي احتياجات هذا الاقتصاد ويمده بالكفايات المؤهلة التي تسد حاجته للقوى البشرية المدربة، ولا تعليم سليم دون أجساد وعقول سليمة يبنيها نظام صحي يوفر الاحتياجات الصحية للناس، وأول ذلك طب الأسرة، والرعاية الصحية الأولية، والصناعة الدوائية، وعلى ذكر الأسرة لا بد من التذكير ب?نها أساس البناء الاجتماعي السليم، لذلك كله عملت الجماعة على كل هذه القطاعات وغيرها بتكامل كان فيه استاذ الجامعة يدعم الاقتصادي ويكمله، وكان التعليم يوفر لهما قاعدة صلبة للانطلاق.. إلخ.
خلال السنوات السبع الماضية أنجزت جماعة عمان لحوارات المستقبل عشرات برامج العمل وخططه وآليات تنفيذ هذه البرامج والخطط، وأزعم أن لدى جماعة عمان لحوارات المستقبل من خطط وبرامج العمل ما يفوق ما لدى الأحزاب مجتمعة، ولهذه الإنجازات اسباب أهمها، أننا انحزنا لمفهوم الدولة ولم نستزلم لحكومة من الحكومات، كما أننا تفرغنا للإنجاز ولم نصرف أوقاتنا بالمناكفات، حتى مع اولئك الذين حاولوا وضع العراقيل أمامنا، وهكذا صار لدينا برامج وخطط من شأنها تفعيل أكثر من وزارة حتى لا نقول حكومة، باعتراف الكثير من الخبراء والمسؤولين الذ?ن نالت البرامج والخطط استحسانهم وثناءهم، مع صرف الكثير من العواطف الدافئة تجاه جماعة عمان لحوارات المستقبل، لكن هذه العواطف وهذا الثناء لم يتحول إلى عمل وإنجاز إلا في حالات قليلة، بسبب حماس وقناعة هذا الوزير أو ذلك حتى إذا ما غادر ضاع الجهد مع خليفته، وهذا داء أردني يفتك بنا لا بد من التصدي له.
تجربتنا في جماعة عمان لحوارات المستقبل، تؤكد أن مشكلتنا في الاردن ليست في توافر البرامج وخطط العمل بل في غياب إرادة العمل والإنجاز، وهذه الحقيقة المرة من أهم ما وصلنا إليه من تجربتنا المستمرة إن شاء الله، وعلاج هذه المعضلة أن يقتنع المسؤولون أن بلدنا لا يحتاج للتصريحات بمقدار حاجته للإنجازات، فالأوطان لا تبنى بالأمنيات ولا بالعواطف مهما كانت دافئة، فكيف إذا كانت زائفة؟!