عنوان عريض يتصدر جميع الاهتمامات السياسية العالمية لتوفير ما يلزم للشعوب من عناصر الحماية والأمان والاستقرار والازدهار والتقدم في ظل الظروف المعقدة الراهنة في العالم والتي تعصف بالشعوب في جميع المجالات.
'الله لا يردهم» عنوان صعب من ردة الفعل تجاه من يصف الحال في الصراع والنزاع العالمي وقتل وتشريد الأبرياء من الشعوب ودفعهم الثمن غالياً من حياتهم في الأوطان ومن محاولات الهروب والنزوح واللجوء ومواجهة الأخطار والتحديات كافة.
ما يحدث في الظروف الحالية بين روسيا وأوكرانيا، يضع العالم أمام تحدي توفير الحماية للشعوب والتي لا دخل لها في السياسة ولا حول لها ولا قوة، سوى الخضوع والهروب والتنقل وقبول الأمر الواقع بحرقة ومعاناة.
خسارة الشعوب قاطبة لحريتها وظروف أمنها وعوامل وحدتها وتطلعها إلى مستقبل أجيالها لتعيش في ظروف ومقومات أحسن وحياة أفضل؛ اكتفت الشعوب من المعاناة والتشرد والقتل والدمار.
توفير الحماية للشعوب تكون بالكثير من الاستقرار والأمن والطمأنينة والهدوء، وتترافق أيضاً بمنع العنصرية والبغضاء والحقد والشر بعيداً عن قواعد السياسة العالمية والتي تعصف بكيان العالم أجمع دون توقف.
يترافق شهر الصيام هذا العام بين المسلمين الذين يستقبلون الشهر الفضيل بكل رجاء ودعاء وابتهال لتأدية الشعائر الرمضانية كاملة غير منقوصة، وبين صوم المسيحيين وحرصهم على تأدية ذلك شعوراً ورغبة وبشكل سليم، ويترافق ذلك مع الحاجة الملحة لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني من نير الاحتلال والظلم والعدوان والاستهتار بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين كافة.
ازدياد مساحة الخوف والدمار في العالم وعلى الأخص في منطقة الشرق الأوسط، وبالتحديد في العراق، سوريا، لبنان، فلسطين، يضع العديد من علامات الاستفهام عن الطرق المشروعة لتوفير الحماية لشعوبها من المخاطر والانزلاق وراء التطرف والإرهاب والسير في الانتقام.
التعنت الإسرائيلي وعلى الرغم من الجهود الأردنية الصلبة يقف متحدياً القواعد الدبلوماسية ويحرج المواقف المعتدلة؛ يتم عقب الاجتماع في عمان الاعتداء في ساحة «الأقصى» وتتفاقم المواجهات ويكون رد الفعل واضحاً ومقابلاً للمعادلة: لا سلام دون تحقيق المطالب الفلسطينية المشروعة للحصول على كامل الحقوق وعلى أرض فلسطين الطهور.
يعمل الأردن وعلى جميع الأصعدة لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني من خلال الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ولولا تلك الجهود لتفاقمت الأوضاع أكثر في «الأقصى» وسائر أنحاء فلسطين، ولعل العمليات التي يقوم بها أفراد الشعب الفلسطيني خير دليل على ذلك.
على وجه الخصوص لا بد من توفير الحماية للشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه، تماماً كما يفعل الأردن بعناية واهتمام ورعاية وتضحية من أجل ذلك والضغط على الجانب الإسرائيلي للتهدئة واحتواء الموقف والشروع فعليا في اتخاذ الخطوات العملية والجادة من أجل احترام الجهود الرامية لتحقيق السلام العادل.
ولا بد كذلك من توفير الحماية للشعوب العربية والإسلامية على وجه الخصوص والتي تعاني الامرين في حياتها وتطلعها للاستقرار والأمن والطمأنينة والازدهار والتقدم في ظروف صعبة ومؤلمة وقاسية وبخسارة لا تقدر أو يمكن تعويضها بأي شكل من الأشكال.
تستحق الشعوب في رحاب المعمورة الكثير من الحقوق المشروعة لها، سواء في تأمين الحقيقة لها تماما مثل الحقوق الأخرى من الحرية والكرامة والغذاء والسكن والصحة والتعليم والعمل جنبا إلى جنب مع العدالة والأمن والاستقرار والرفاهية.
أظهرت الأزمات الراهنة مدى الحاجة إلى توفير الحماية للشعوب من تغول السياسة على مقدراتها وحاضرها ومستقبلها ومدى التفرقة والتحيز والعنصرية والمعايير المزدوجة وصلت لدرجة مخجلة لعدم توفير المطاعيم في بعض الدول الفقيرة وعدم الاهتمام بشعوبها وحاجتها للنجاة من الأمراض على سبيل المثال.
توفير الحماية مطلب إنساني لا يقف عن حد معين ودولة بذاتها، بل يتعداه إلى الضمير وحكم التاريخ على الجميع دون استثناء.
fawazyan@hotmail.co.uk