مع اقتراب يوم الاقتراع لانتخابات مجالس المحافظات والمجالس البلدية ومجلس أمانة عمان، لا بد من ربط الشباب بالحكم المحلي وذلك بتعزيز دورهم في المجتمع ومنحهم أدواراً أساسية أهمها المشاركة في الانتخابات والتصويت وأيضاً إعداد دليل الاحتياجات لديهم لبناء برامج حقيقية تخدم المجتمع المحلي والتنمية المحلية لا شعارات رنانة، وذلك بالتشاور مع المرشحين في مناطقهم الذي سيفضي ذلك بمنح الثقة لهذه المجالس المنتخبة فيما بعد.
مشاركة الشباب بالانتخابات والحياة السياسية ليست ترفاً سياسياً أو تجميلاً للعملية السياسية وإنما حاجة ضرورية، فالشباب هم الأكثر تأثيراً وتأثراً بالأوضاع والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهم أكثر فئة في المجتمع لها مصلحة حقيقية في عملية التنمية المحلية.
بلغت النسبة العامة للاقتراع في انتخابات المجالس البلدية واللامركزية عام 2017 وفق الهيئة المستقلة للانتخابات 31.7% ونسبة المترشحين الشباب كانت دون سن الـ32 عاما 7% واليوم في عام 2022 نسبة الشباب المرشحين من سن 25 ولغاية 30 عاما 7.3% وفق أحد أعضاء مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب وذلك بعد 5 أعوام من الانتخابات البلدية واللامركزية وبالرغم من تخفيض سن الترشح إلى 25 عاما لم تزد هذه النسب رغم جميع المحاولات في تمكين الشباب، في المقابل نأمل بزيادة نسب الاقتراع بالمشاركة الشبابية.
اليوم نحن بحاجة لعقد جلسات حوارية للشباب مع مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الوطنية والجامعات بهدف توعيتهم وتثقيفهم بقانون الإدارة المحلية والأنظمة التابعة لها وآلية الاقتراع وكيفية احتساب الأصوات وتوضيح الدور الذي تقوم به الهيئة المستقلة للانتخابات في يوم الاقتراع وذلك من أجل تعزيز المشاركة الشبابية الفاعلة في الحياة السياسية وعملية صنع القرار.
يجب التركيز على توعية الشباب الذين يحجبون أصواتهم في الانتخابات ويقاطعونها وذلك لعدم الامتثال للشخوص أو لبرامج المترشحين. ويجب التوعية والتثقيف بأهمية الذهاب إلى صناديق الاقتراع والتصويت التي تعتبر هذه العملية أبسط الحقوق لديهم بالمشاركة السياسية على أن يقوموا بالتصويت بالورقة البيضاء رغم «التعتيم» على خيار الورقة البيضاء التي تعبر عن مشاركة سياسية فعالة ومعارضة إيجابية حيث أن المقاطعة هي بمثابة التخلي عن الدور الذي يؤديه المواطن بالمشاركة الفاعلة، كما تعتبر الورقة البيضاء تسجيلا لموقف اعتراضي في الانتخابات التي تسجلها هذه الورقة لا المقاطعة والبقاء في المنزل. كما أنها انعكاس لزيادة نسبة المشاركة أي زيادة عدد المقترعين.
وهنا يبرز سؤال مهم للغاية: هل هناك عوائق تقف حائلاً أمام مشاركة الشباب في الانتخابات؟ وما هي العوائق؟ وكيف يمكن تجاوزها في الانتخابات القادمة النيابية أو المحلية؟ وكيف يمكن الحد من عملية المقاطعة لدى الشباب؟
في نهاية المطاف اليوم من الضروري النظر للأسباب التي تقع وراء عزوف الشباب في الترشح والانتخاب رغم الجهود في بناء القدرات والمهارات والتوعية المجتمعية والحملات الإعلامية لتشجيعهم على المشاركة، إضافة إلى مراجعة التجارب السابقة والوقوف على الأخطاء والحؤول دون الوقوع بها فيما هو قادم وذلك في ظل غياب فهم واضح لأدوار البلديات ومجالس المحافظات.