كتاب

أزمة جديدة.. لا داعي للقلق!

مع استمرار المتغيرات والتطورات الاقليمية والعالمية في التأثير على اقتصادنا خلال العقد الماضي، وبداية هذا العقد مع دخول الحرب الروسية الاوكرانية اسبوعها الثاني وبما تحمله من تطورات اقتصادية، يجب علينا ان نعترف بأننا قادرون على تجاوز المحن والصعاب الاقتصادية وبمهارة عالية، ولنا في ذلك تجارب كثيرة وخرجنا من ازمات متعددة، فلا داعي للقلق.

في الازمات السابقة ورغم كل ما تحملناه من اعباء اقتصادية، كانت المملكة دائما تتمتع بقدرة عالية على تجاوزها وبطريقة اقل ما يقال عنها اعجازية، اذا ما تم مقارنة حجم تلك التحديات والازمات باقتصاد ناشئ وأمامه تحديات كاقتصادنا وتحديدا في العقد الماضي، والتي اذا ما قررنا جردها سندرك مدى صعوبة ما تحملناه وبذات الوقت تعطينا ثقة كبيرة باننا قادرون وعازمون على تجاوز المزيد منها الآن وفي المستقبل فلا داعي للقلق بقدر ما هي دواعي للاجتهاد والعمل.

عشرات الازمات والتحديات التي احاطت باقتصادنا خلال الفترة الماضية، ولعل ابرزها الازمة الاقتصادية العالمية، وما سمي بالربيع العربي وانقطاع الغاز والارهاب، والاضطرابات الامنية في دول الجوار، واغلاقات المعابر والحدود وارتفاعات المحروقات والغاز وتراجع حجم الاستثمارات الاجنبية المتدفقة نتيجة الاحداث الجوسياسية، بالاضافة الى الضغوطات الاقتصادية الناتجة عن مواقف سياسية وقومية، وحدوث جائحة كورونا وصولا الى الازمة الروسية الاوكرانية، ومع ذلك ما زال اقتصادنا يتنفس ويسعى ويجتهد ويحاول الانطلاق بالرغم من كل هذه التحديات التي تساهم وساهمت في ابطائنا غير انها لم ولن توقفنا عن طموحاتنا.

الازمة هذه المرة مختلفة تماما، فمنذ اعلان روسيا الهجوم على اوكرانيا انقلبت الاسعار رأساً على عقب، فقفزت بطريقة لا يمكن إلا وان تؤثر علينا حال استمرارها وتحديدا مادة النفط التي تقفز اسعارها بشكل جنوني، وخاصة اننا نستورد 95% من احتياجاتنا من الاسواق العالمية، ما يعني ان الفاتورة النفطية ستقفز لدينا الى الضعف على اقل تقدير بعدما بلغت 1.8 مليار للعام الماضي وعندما كانت اسعار النفط اقل من الطبيعية ولم تتجاوز في احسن احوالها حاجز 80 دولارا ولفترة محدودة.

تطمينات كثيرة نشرتها الحكومة حول المخزون الغذائي والنفطي، بالاضافة الى استمرار تعاقدها على كميات اضافية، فعلى سبيل المثال لدينا احتياط 15 شهرا من القمح و12 شهرا من الشعير وسلع غذائية اساسية تكفي من 3-10 اشهر باستثناء الكميات المتعاقد عليها، بالاضافة الى ان لدينا مخزونا نفطيا من المحروقات يكفي ما يقارب شهرين وكميات اضافية تم التعاقد عليها.

في الختام، لدي قناعة أن دخول الازمة الاوكرانية الروسية بالتزامن مع جائحة كورونا سيزيد من اصرارنا على التفكير جديا في الانتقال والتأسيس للسنوات المقبلة وتعزيز الاعتماد على الذات والانتقال الى دولة الانتاج لمختلف الاصناف وتحديدا التوسع في استخدام الطاقة البديلة والمتجددة وانتهاج الزراعة، ففي مقابل كل تحد واجهناه في السابق استطعنا أن نحوله الى فرص واغتنمناها والتجارب خير برهان، فلذلك.. لا داعي للقلق.