إلى جانب الجهود الكبيرة التي يبذلها مركز الحسين للسرطان في التخفيف من معاناة مرضى السرطان، والحد من التبعات الثقيلة لهذا المرض على المجتمع الأردني، يطلق المركز بشكل دوري حملات وبرامج عديدة للتوعية بمرض السرطان وطرق الوقاية منه، وفي هذا العام وبمناسبة اليوم العالمي لمرض السرطان أعلنت مؤسسة ومركز الحسين للسرطان عن حملة بعنوان «الأردن يتحدى السرطان» تركز على بناء وعي مجتمعي بمخاطر هذا المرض وطرق الوقاية منه، إضافة لتعزيز تعاون جميع أفراد ومؤسسات المجتمع الأردني في الحد من مخاطر السرطان، فهو السبب الثاني للوفا? في الأردن، عدا عن أنه يستنزف جهود وطاقات كوادر طبية وفنية هائلة، فإلى جانب ما تقدمه جميع المستشفيات والمراكز الطبية في الأردن للتعامل مع هذا المرض وتقديم خدمات العلاج، يوفر مركز الحسين للسرطان ما يزيد عن (434) طبيباً واستشارياً، و(1100) ممرض وممرضة، و(102) صيدلاني، و(1500) إداري وفني.
نخسر سنوياً عدداً كبيراً من أبناء الوطن قدرهم أن يفترس هذا المرض أجسادهم، كما تُنفق مبالغ مالية ضخمة لعلاج المرضى والتخفيف من حدة ما يتسبب به السرطان من خسائر هائلة، وآثار نفسية وانفعالية للمرضى وذويهم، كل هذا يجعل السرطان تحدياً إنسانياً ووطنياً يدفعنا جميعاً للتعاون والعمل على قهره والتقليل من تبعاته.
جهود مركز الحسين للسرطان تحتاج مزيدا من الدعم والمؤازرة من جميع مؤسسات الوطن؛ جامعات ومراكز بحثية، وإعلاميون، ورجال أعمال، ومؤسسات تمويل، وأندية وجمعيات ومراكز شبابية، بحيث يساهم كل طرف في مجال من مجالات التعامل مع هذا التحدي وآثاره الجسيمة، سواء في جانب الوعي والوقاية، وجانب توظيف البحث العلمي والتقانة الحديثة في علاجه، وكذلك تقديم التبرعات والتمويل اللازمين لمجابهة هذا التحدي.
مركز الحسين للسرطان قصة نجاح وطنية ساهم فيها جميع أبناء الأردن، كما شاركنا هذا الإنجاز العديد من الأخوة العرب في دعم مسيرة المركز وتطوير قدراته، وأستطاعت إدارات المركز وفي مقدمتهم سمو الأميرة غيداء طلال الوصول إلى مستويات متقدمة دوليا في تميز الإجراءات والإستراتيجيات التي مكنت من شفاء نسبة كبيرة من المرضى وإنهاء معاناتهم سواء من داخل الأردن أو من العالم العربي، حتى أصبح مركز الحسين الأول في الدول النامية والسادس عالمياً كمركز مختص في علاج السرطان والبحث العلمي في هذا المجال، بعد حصوله على الاعتماد الدولي.
خطورة مرض السرطان، وإنجازات مركز الحسين وجهود العاملين فيه، وشعورنا المعتاد في الأردن أننا أبناء أسرة واحدة، كل هذه الأسباب تدفعنا جميعا لنكون شركاء في تحدي السرطان، وتعظيم قصة نجاح أردنية نفتخر بها جميعاً.
Rsaaie.mohmed@gmail.com