منذ آواخر تشرين الثاني من العام المنصرم بدأنا نشعر وكأننا نعود لنقطة البداية كما في بداية الأزمة الصحية. وتراجعت أسواق الأسهم العالمية بنسبة 5٪ مع أنباء ظهور المتحور اوميكرون وهذا ما جعل المستثمرين يخشون من جولة أخرى من القيود الاقتصادية، وبدأ الأفراد ينأون بانفسهم طوعا. وتعززت عملات الملاذ مثل الدولار والين. هذا وانخفض سعر النفط بنحو 10 دولارات للبرميل، وهو نوع من الانخفاض يرتبط غالباً بركود يلوح في الأفق.
وبعد مرور شهرين تقريباً بدأ التركيز على تأثير المتحور اوميكرون على الاقتصاد العالمي وهي أفضل مما كان يُخشى. ففي الثامن عشر من الشهر الحالي اقترب سعر برميل النفط الخام برنت من 88 دولاراً وهو أعلى مستوى منذ سبع سنوات.
وعلى الرغم من انتعاش أسواق الأسهم العالمية مؤخراً كما في أواخر نوفمبر ولكن يبدو أن هذا يعكس مخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة. وبحسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية فإن البيانات الاقتصادية تدعم التفاؤل الحذر في هذه المرحلة، حيث تشير التقديرات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي عبر البلدان يقل حالياً بنحو 2.5 ٪ عن اتجاهه السابق منذ بدء الوباء، وهذا أسوأ قليلاً مما كان عليه في تشرين الثاني (نوفمبر)، عندما كان الناتج المحلي الإجمالي أقل من الاتجاه العام بنسبة 1.6٪، لكنه لا يزال أفضل بكثير مما كان عليه قبل عام عندم? كان الناتج أقل منه بنحو 5٪.
هناك بعض العوامل التي تفسر سبب عدم حدوث أسوأ المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي حتى الآن. ويتعلق الأمر بعدم اليقين في اوميكرون بالسيناريو المتشائم فبما إذا كانت هناك قابلية أكبر للانتقال تفوق السيناريو المتفائل بانخفاض حدة الفيروس، وبالتالي ما إذا كان هناك زيادة في عدد الحالات والوفيات من covid-19.حتى الآنيبدو أن عددًا قليلاً من الحكومات بخلاف الحكومات الصينية ملتزمة بإستراتيجية عدم انتشار الفيروس وتعتقد ان القيود على تحركات الناس ما زالت مطلوبة.
ومع ارتفاع عدد الإصابات وغياب الأيدي العاملة الواسع النطاق فإنه من الصعب قياس تأثير حالات الغياب قصيرة الأجل على الانتاج مع التنبؤات القاضية بأن الغياب قد يقلل من الناتج المحلي الإجمالي ويقلل الثقة في الأعمال التجارية وإيراداتها على المدى القصير. وعلى الرغم من أن الأداء العام أفضل من المتوقع لا يزال تعافي الاقتصادي العالمي من عمليات الإغلاق في عام 2020 متفاوتًا... والفجوة بين الأفضل والأسوأ من حيث الأداء واسعة كما كانت في أي وقت مضى. مع انهيار موجة أوميكرون في بعض البلدان فقد ارتفع الناتج المحلي الإجمالي ل?تماشى مع الاتجاه العالمي ما قبل الأزمة مثل جنوب افريقيا وبريطانيا.. لا تزال أماكن أخرى تكافح سواء كان ذلك بسبب بطء نشر اللقاح المعزز أو انخفاض مناعة السكان.
Haddad_hossam@hotmail.com
مواضيع ذات صلة