لقد وجد جلالة الملك عبدلله الثاني في عيد ميلاده الستين فرصة غالية على قلوب أبناء الوطن وبناته، يدعوهم فيها، لرسم ملامح مستقبل مشرق لهذا البلد العزيز، ومن خلال رؤية وطنية شاملة، عابرة للحكومات، تطلق فيها الامكانيات وتنظم الطاقات، من اجل تحقيق نمو شامل مستدام، يضاعف فرص العمل امام الأجيال، ويرفع من مستوى العيش، مما يضمن نوعية حياة أفضل للمواطنين، استنادا الى الحقيقة التاريخية، التي تتجلى في أن الأردني ان عزم فعل وان فعل تميز، وهو الأمر الذي يقتضي استعادة الصدارة للتعليم، والنهوض بالاقتصاد بمختلف شعابه الانتاجية، وزيادة قدرات القطاع العام، مما يفتح الآفاق أمام الشباب، ويوفر بيئة أخصب لصناعات المستقبل.
وضع الملك الرائد أمامنا معيار النجاح في التأقلم المتجاوب مع القفزات النوعية في العمل، مما يوفر الحياة الكريمة لهذا الشعب الأمين في الحاضر والمستقبل بفضل روح الانتماء الوطني التي يتمتع بها كل اردني، والتي غدت حالة من الفعل الايجابي لا السلبي، ومشروعا نهضويا لبناء الوطن والولاء للقيادة الهاشمية الحكيمة، وممارسة حياتية دائمة، تتمسك بثوابتنا الوطنية والقومية والحضارية، ومن خلال برامج مدرسية وجامعية لا منهجية مع تعميق الممارسة الديمقراطية وضمان أوسع للمشاركة فيها، وممارستها في بناء الوطن النموذج، وفي صنع القرار المتعلق بحياتنا، وحماية مكتسبات الوطن وإدامتها، بمنتهى الاعتدال والعقلانية والواقعية، والحرية المسؤولة، والتحلي بالجماعية والغيرية، فمصلحة الفرد تتحقق من خلال المجموع لا على حسابهم، ومحاسبة الذات ينبغي أن تتم قبل محاسبة الوطن، وعلى أساس البناء على نقاط القوة، وعلى أساس القوة والانجاز والتميز لتعزيزها وتوسيع فضاءاتها، وعلى نقاط الضعف والخلل والتغيرات لتلافيها وتقليصها، وأخذ العظة والعبرة، والتمسك بالجوهر.
نعيد قراءة الرسالة الملكية السامية، ونتمعن فيها، ونحن الأردنيين نسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعا من خلال مختلف مواقعنا الرسمية واوساطنا الشعبية، في ان نترجم هذه القناعات، وان ننطلق من تلك المنطلقات، التي رسخها جلالة الملك، بكل ثقة وحكمة واقتدار. وان نغتنم هذه الفرصة الغالية التي اتاحها جلالة الملك الرائد للمشاركة في تقوية دعائم «المواطنة» و«الوسطية» و«البرلمانية»، في مختلف مجالات الحياة الوطنية، وفي جميع قطاعات المجتمع الأردني الطموح، ومن مختلف الفعاليات المحبة للوطن، والمتأهبة للعطاء، والقادرة على الانتاج، والمتحمسة للتفاعل، من اجل اردن قوي ومنيع ومتماسك، لشعب مخلص مثابر، وبقيادة هاشمية ملهمة وامينة.
dfaisal77@hotmal.com
مواضيع ذات صلة