لقد جلب لنا العام الماضي تحديات جديدة وعلمنا الوباء المستمر أن نفكر بشكل مختلف لمعالجة التحديات التي نواجهها حالياً.
إن العقد الاجتماعي الذي تتشارك به المجتمعات نحو قضايا حماية وتعليم الأطفال والتوقعات المأمولة من أرباب العمل والصحة والشيخوخة جزء من الأنشطة التي تتطلب التعاون الفعال مع الآخرين من أجل المنفعة المتبادلة.
تدعم القوانين والأعراف التفاعلات اليومية في المجتمعات ويعتمد العقد الاجتماعي بشكل أكبر على الأسر والمجتمعات للحصول على الدعم المتبادل مع الأسوق والحكومات. وغالباً ما يُتوقع من الناس المساهمة في الصالح العام عندما يكونون بالغين مقابل الحصول على الرعاية عندما يكونون صغارًا أو مسنين أو غير قادرين على رعاية أنفسهم.
كان الوباء تحدياً صعباً لأنه أصاب أكثر الفئات ضعفاً ككبار السن والمرضى والنساء والأطفال وأولئك الذين يعملون في وظائف محفوفة بالمخاطر أيضاً.
عالمياً فشلت العقود الاجتماعية الحالية في تلبية توقعات الناس للأمن والفرص على حد سواء. التغيير التكنولوجي كان إيجابياً في إحداث ثورة في العمل، ودخول النساء المتعلمات بشكل متزايد إلى سوق العمل مما أثر وتعارض مع قدرتهن على رعاية أطفالهن.
وبالنظر إلى المستقبل فإن شيخوخة السكان تعني أن المجتمعات ستحتاج إلى إيجاد طرق جديدة لدعم كبار السن، ومعالجة تغير المناخ لعالم مستدام بيئياً.
إن العقد الاجتماعي الجديد يمكن أن يلبي حاجة الناس للأمن والفرص مع معالجة التحديات التي تؤثر على المجتمع ككل. يعتمد هذا العقد الاجتماعي الجديد على ثلاث ركائز وهي الأمن، والمخاطر المشتركة، والفرص.
أصبحت أسواق العمل أكثر مرونة وأصبح العمل غير الرسمي الآن سمة مشتركة للحياة في كل من الاقتصادات النامية والمتقدمة. حيث يتحمل العمال المخاطر عندما يتعلق الأمر بدخلهم وعدد الساعات التي يعملون فيها ويتعاملون مع المرض وحتى أولئك العاطلين عن العمل. حيث مال الميزان كثيراً في اتجاه المرونة لأصحاب العمل على حساب أمن العمال. على الدول أن تولي اهتماماً أكبر للقضايا الأكثر إلحاحاً كالحد الأدنى للأجور والرعاية وضمان الشيخوخة.
يتحمل الأفراد الكثير من المخاطر في مجتمعنا عندما تتم إدارتهم بشكل أكثر كفاءة من قبل الآخرين أو بشكل جماعي. يجب أن يتقاسم أصحاب العمل والمجتمع ككل مخاطر الصدمات الاقتصادية وليس على الأفراد وحدهم. لا بد أن تحدث إعادة توازن مماثلة للمخاطر حول رعاية الأطفال والصحة والشيخوخة.
إن مفهومنا الكامل للإنتاجية ينحرف بسبب أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر للأطفال والمسنين وغيرهم. وبالمثل، تتم إدارة العديد من المخاطر الصحية بشكل أكثر كفاءة من خلال تجميعها عبر عدد كبير من السكان مع تحفيز الأفراد بقوة لإدارة المخاطر من خلال النظام الغذائي والتطعيم الآمن لإنهاء الوباء.
إن ربط سن التقاعد بمتوسط العمر المتوقع من شأنه التأكد من أن الأفراد يدخرون ما يكفي لتقاعدهم ويمكن تمويل الضمان المالي في سن الشيخوخة من خلال الضرائب العامة بدلاً من ربطه بالتوظيف.
Haddad_hossam@hotmail.com