قادمون هم بثقة وعزم وتصميم ورعاية كريمة من الملك، وينظرون للمستقبل بأمل ورجاء ومبادرة وتطوير وتحديث، وقادرون على إحداث الفرق في مجمل مناحي وتفاصيل الحياة اليومية وملفاتها المتشعبة.
نماذج رائعة من فئة الشباب أثبتت وباستحقاق أنها قادرة على خوض غمار التجربة وبتميز وإبداع وفي مجالات ذات أهمية واولوية وذات بعد تنموي واجتماعي، ومساهمة طيبة ومساعدة الأهل والارتقاء بالمستوى الشخصي إلى درجات من التقدم والايراد المميز.
انشغال الشباب في مواجهة التحديات الصعبة ومنها البطالة والفقر والمشاركة في الحياة العامة وفي مسيرة العطاء والبناء وتحقيق الذات والتقدير والتكريم والاحترام، جديرة أن توجه نحو الواقع وعيشه والقرب من المعاناة والتضحية والصبر وتحمل الضغوطات.
رؤية الشباب للكثير من الأمور العامة ليست واحدة بالضرورة، ولكنها تحتاج إلى فلترة ضمن مسار التوجه نحو أهداف واضحة وسليمة، سواء في المظهر والجوهر والملبس والسلوك والتخصص والمبدأ بشكل خاص.
أفكار رائعة وجميلة ومبتكرة وخلاقة لفئة من الشباب أصبحت علامة فارقة في وسائل التواصل الاجتماعي وتبرز إنجازات فعلا مشرفة وتعطي طاقة إيجابية ودفعاً باتجاه التفاؤل والامل والرجاء بالسواعد الشابة لامتلاك ناصية العديد من المصالح والمشروعات والمبادرات والتوجهات الجديدة على المستويين المحلي والخارجي وخصوصا لدى فئة الشابات وتفوقهن في مجالات كثيرة ومن أهمها الطب والتكنولوجيا واللغات والرياضة وعلى اعلى المستويات.
وبالمقابل نجد فئة معينة من الشباب تائهة بين مجموعة من الأفكار السلبية والإحباط والتشاؤم والميل للتذمر والشكوى والتحجج بمبررات عديدة ومريرة لعدم الانخراط في العمل والمحاولة والمساهمة الإيجابية ولو بمساعدة الأب والام في مسؤولية البيت والاستيقاظ مبكرا وبداية نهار ويوم بالسعي بدل النوم والكسل.
المستقبل القادم للشباب بما يمتلكون من مهارات جديدة ومعارف متطورة وفكر أصيل وحس يقظ ومخافة الله في السر والعلن وطاعة الوالدين والمثابرة والأمانة في الدراسة والعمل والبحث عن فرص واقعية لتحسين مستوى المعيشة وتلبية متطلبات الحياة اليومية.
بفخر واعتزاز نشير إلى المبادرات الشابة ومن مختلف الشرائح الشبابية سواء في المدارس والجامعات والمبنية على حاجة المجتمع والشعور تجاهها بحجم المسؤولية على نطاق الأسرة والحي والبلد.
ونوجه الأنظار نحو فئة لديها العديد من الأفكار المشوشة والممارسات السلبية والاتكالية وعدم المبادرة لتحمل المسؤولية ولأسباب كثيرة (قد يكون للأهل دورا فيها)، والمزيد من الضرر للنفس والمجتمع والميل نحو المخدرات وما تمليه من خطر محدق على الجميع وللأسف منها بعض الأفكار التي لا تمت إلى قيم مجتمعنا الفضيلة.
نواجه وبشكل مستمر مطالب الشباب المشروعة سواء في الانخراط في العمل الحزبي والسياسي والعمل العام والحرية في الاختيار والتعلم والقرار والارتباط والسفر والاستقلالية وبناء المستقبل.
الفجوات عديدة في مجال الحوار مع الشباب والإرشاد والتوجيه وخصوصا مع الفئات الفتية والمعلومات المضللة سواء الأخلاقية منها والمسلكية والقناعة بها واعتبارها تجربة مفيدة ومناسبة، وكم نطالب بالاهتمام بما يفعله ويشاهده ويتابعه الأعزاء علينا خارج نطاق السيطرة الاسرية والرقابة طوال فترة التعامل مع الأجهزة الخلوية والتكنولوجيا والاعلام المسموم.
قنوات جديدة يمكن اتباعها لملء العديد من الفجوات الاتصالية مع جيل الشباب والنشء والعودة للكتاب والمنهاج والتربية والتعليم ومواكبة المعارف وتلبية متطلبات سوق العمل من المهارة والخبرة الحياتية والتكيف والتأقلم مع الظروف الصعبة والطارئة والاشد قسوة من الواقع.
دولة الشباب فتية عبر المسيرة ومن خلال المساهمة السليمة لتحديد الهدف العام والأساليب المناسبة لمضمون ذلك والتي لا تقوم على الأحلام وحسب ولكنها تتخطى ذلك إلى المثابرة والتضحية والصبر والتحمل والجلد.
باختصار وايجاز، نريد من الشباب اليوم النظر تجاه المستقبل بعين ثاقبة وعزيمة ثابتة ومواقف راسخة وتفهم عقلاني ووعي شامل وتحرك واثق وانسجام شامل ومسؤولية عظيمة وحرص دائم على مصير الأمة والوطن.
هي دولة فتية وغد مشرق نعول على الشباب فيه الكثير، أهلا أيها الشباب بكم في مسيرة الخير والعمل والعطاء.
fawazyan@hotmail.co.uk