مجموعة من الملفات الساخنة على مستوى الساحة المحلية، اشعلت الاهتمام وأثارت التوجه نحو الحكومة من جديد للسؤال عن مصير مواضيع مهمة وحيوية وتخص نبض الناس وتمس توجهاتهم بشأن القرار المناسب بخصوصها.
من جملة تلك القضايا والملفات: فيلم أميرة، مذكرة النوايا الموقعة، حصيلة الأرقام المرتفعة بالوفيات والاصابات فيروس كورونا، فيروس اومكرون المستجد، ملف المخدرات، الحريات العامة، ممارسات النواب في جلسات مجلس النواب، مصير تقرير ديوان المحاسبة، المواشي من جورجيا، النفط، الغاز، الطاقة والعديد من الشؤون المحلية الأخرى.
صوت الشعب تجاه تلك القضايا وأكثر لا تحتاج للتوضيح والتوظيف وابداء الآراء بخصوصها؛ الرأي الشعبي بخصوصها منوع وواضح في ذات الوقت، وصريح بالرفض المطلق في أحيان كثيرة وفي ظروف ليست بالسهلة والمريحة.
للحكومة سياسة وتطلعات وتوقعات وللأطراف الأخرى مثلها سقوف من المطلوب تجاه مجمل من القضايا، وثمة حاجة واضحة تماما للتصريح بما يكون على الساحة المحلية والداخلية وبنهج إعلامي سليم سواء في القطاع العام والقطاع الخاص ووسائل التواصل الاجتماعي المنوعة، والاستفادة من تدفق جميع ما يمت للقضايا المطروحة بصلة وارتباط وتوافق وحتى اختلاف من زوايا نظر معقولة.
الأقلام والاصوات والسلطات الشعبية والمطالبات القائمة على الرغبة وحدها لا تكفي؛ لا بد من صوت مستند إلى النظام والشرعية وضبط النفس والاعتدال والتريث قبل الانسياق وراء هتافات وردود فعل لحظية.
لدينا والحمد لله وفي بلدنا الطيب العديد من الرموز والقامات الوطنية الصادقة والمخلصة والتي تستطيع المساهمة في تقديم النصح والمشورة وفي مختلف الملفات دون الإشارة إلى الضغوطات والاملاءات وسائر المبررات التي تترافق مع مراحل الشدة والتفاقم.
عمل الحكومة السياسي والتوجهات الخاصة بالمصلحة العليا للدولة والتوازنات المحلية والعربية والإقليمية محط اهتمام الجميع، ولا بد من قنوات مصارحة وأشكال من الحوار مع الشعب للخروج من دوائر الدفاع والهجوم، ولمد جسور الثقة بين الحكومة والفريق الوزاري والمواطن لإحياء المبادرة الاتصالية في هذا المجال.
الهاجس المشترك للمواطن يكمن في تأمين لقمة عيشه وصحته وتعليم أولاده وبناته وفرص عمل مناسبة لهم والعيش بهدوء وسكينة واستقرار وبحبوبة قدر الإمكان، وإداء الواجبات الدينية والقيام بالالتزامات الاجتماعية وبشكل معقول، وغير ذلك لا يدخل ضمن بنود المواطن أي مطلب آخر.
المناقشة والدخول في التفاصيل وظهور البرامج الحوارية وإصراراها على الظهور يومياً واستضافة نفس الضيوف فيه الكثير من الفائدة والعديد من الأثار السلبية على المستمع والمشاهد والمتابع، حتى وصلت بعض مقاطع الفيديو عبر التواصل الاجتماعي إلى مستوى من تجاوز الادب والأخلاق والذوق ودفعت بالشؤم والإحباط والشر إلى النفوس التي هي في الأصل متعبة ومجهدة.
المطلوب سماع صوت الشعب من قبل الجميع وليس من الحكومة وحسب ومن قبل جميع من ينظر ويعتقد أنه الأقرب للشعب دون سواه ومن جميع العقلاء والحكماء لإنارة الدرب بما يلزم من توضيح قانوني وثقافي وحضاري.
والمطلوب أيضا الاستماع إلى جميع الأصوات وفلترتها والخروج بلغة سليمة للحوار الوطني بشأن الملفات المطروحة والتي أصبحت في متناول الجميع وتحت نيران السنتهم وأفكارهم ومعلوماتهم ومصادرهم وأحيانا خفة دمهم. لا يعيب أبداً أن نصل مع الحكومة في مواجهة، ولا يعكر صفحة المواطن شيئاً عن تدفق المعلومات حول موضوع معين واستقبال تسريبات كثيرة حول ما يشاع ويتداول، ولكن ما يعيب الوصول إلى مستويات هابطة عند التعامل مع قضايا تهم الشعب وتخص تفاصيل حياتهم. في الشأن المحلي العديد من المقترحات للحكومة والأطياف السياسية وشرائح المجتم? للوصول إلى نجاح مناسب تجاه مختلف القضايا والشعور بالراحة وروح المسؤولية بأن حل الملفات كان سليماً ويصب في مصلحة الشعب أولاً وليس أخيراً..!.
fawazyan@hotmail.co.uk