كانوا مجموعة من الشباب المسكونين بهموم الوطن، ومن البديهي أنه عندما يتحدث الأردنيون عن وطنهم ان يستذكروا شهيدهم وصفي التل، وهو الاستذكار الذي ذكرهم انهم على مشارف الذكرى الخمسين لاستشهاده التي تصادف يوم الأحد القادم، ما جعل الحديث ينعطف الى سبل احياء هذه الذكرى، وفاء للشهيد ولما يمثله، وقبل ذلك وفاء للوطن من خلال التأكيد على انه وطن لا ينسى من يضحي في سبيله مثلما فعل وصفي.
تعددت المقترحات حول صور احياء الذكرى، إلى أن اقتراح أحد الحضور أن يتم احياؤها من خلال قيام كل واحد منهم باهداء وردة لروح وصفي الطاهرة ووضعها على ضريحه في يوم ذكرى استشهاده, وأن يدعو كل من يستطيع من محبي وصفي لكي يفعل ذلك، من خلال التواجد على ضريحه من الساعة العاشرة صباحا حتى الثالثة من مساء الاحد القادم.
هذا الاقتراح في كيفية احياء ذكرى استشهاد وصفي وجد تجاوباً من جميع الحضور، لأسباب كثيرة منها: أن وصفي كان عاشقاً للأرض، وأن أجمل ما يمكن أن يهدى إلى روحه هو شيء مما تنبت الأرض.
ومنها أن وصفي كان يحب الزراعة، لذلك من اللائق به أن نهدي روحه أجمل ما يمكن أن يزرعه الإنسان وهو الورد.
ومنها أن وصفي كان مثقفاً رومنسياً يحب الموسيقى، لذلك فإن الورد يليق به.
وبمقدار ما كان وصفي جسوراً مقداماً لا يخاف الموت، فقد كان يحب الحياة ويُقبل عليها, والورد من اجمل ما يُهدى لمحبي الحياة، مثلما أنه يوضع على أضرحة من لا ننساهم من الخالدين لذلك فان الورد يليق بوصفي شهيداً حياً، نقول له من خلال وردة توضع على ضريحه إنك خالد فينا لانك جزء من ذاكرتنا وتاريخنا الوطني.
ولأن وصفي كان صاحب مشروع، وان اصحاب المشاريع حالمون يحدوهم الأمل فان اجمل ما يهدى اليهم الورد، لأن الورد رمز للأمل مثلما هو سكينة للحالمين.
ولأن وصفي كان كتلة من الطاقة والحماس، فإن أكثر ما يليق به هو الورد الذي يشحن الطاقة والحماس عند الاسوياء وقد كان وصفي منهم..
ولأن الورد يقدم للتعبير عن التقدير والاعجاب وعن الشكر والامتنان, فليضع كل من يستطيع يوم الاحد القادم وردة على ضريح الشهيد وصفي التل، تعبيراً عن تقديرنا لمن افتدى وطننا، وتخليداً للشهادة، ولنؤكد أن شعبنا بمقدار عدم خوفه من الموت, فإنه يحب الحياة بكرامة لذلك يهدي وردة أو غصن زيتون لمن استشهد في سبيل كرامتنا.
Bilal.tall@yahoo.com