كتاب

صدى لما نكتب

اتصال هاتفي وتعليق وحوار شخصي، تلك هي ثمار لما نكتب ونجتهد من مقالات، نسعد بما يجود به القارئ من وجهة نظر وتوجيه ونصح؛ فما نكتب هو له على وجه الخصوص ولمن يهمه الأمر ولمن يجد في المقال فرصة للتفكير في المحتوى والمضمون.

رسالة من يكتب وعلى مدار أيام الأسبوع، قد تبدو تخصصية وربما خاصة، ولكن التنوع في شخص ونوع الكتابة يعكس توافقا على أهمية ما يكتب وينشر، وعلى ما يقع من أثر للمقال لدى متلقي الرسالة ومضمونها بشكل صريح ومباشر.

نكتب في «الرأي» تحديدا عن مجموعة من الأمنيات والشخصيات التي تستحق القراءة نظرا لما تقدمه من مضمون متزن ومادة شيقة وعبارات منتقاة، وبالطبع من اجتهادات وآراء ووجهات نظر قابلة للنقاش والتفاعل معها بتقدير واحترام وتقبل وانفتاح.

جيران الكلمة في «الرأي» لهم من المتابعة والتعلم والاهتمام الكثير سواء من القارئ والمهتم أيضا لسبر اغوار المقال وما يهدف إليه من تحليل وتوقعات ومن ثقافة منوعة وفي المجالات كافة.

ولعلها مناسبة لدعوة الباحثين لإجراء وإعداد دراسات عن صدى ما تجود به وما تحفل به المقالات في الصحف والمواقع الإخبارية، وأثر ذلك على الرأي العام والتفاعل مع نبض ووجع الناس، وأعتقد أن نتيجة ذلك ستكون مرشدة للتطوير في أسلوب الكتابة وبخاصة لدى كتاب المقالات اليومية والأسبوعية المنتظمة..

تحمل الجريدة في طياتها العديد من المقالات المنوعة والآراء المتخصصة وفي مجالات كثيرة تغطي جوانب الحياة العامة والخاصة، في السياسة والاقتصاد والاجتماع وسائر جوانب الاهتمام ويكون لها من الأثر الكثير من ردود الفعل المتباينة من الإعجاب والانتقاد، ولكن هل يصل الكاتب ومن خلال الكلمات والمقالات إلى قناعة القارىء بجدوى الكتابة والقراءة على حد سواء من الاهتمام والتوقف والتدبر عند مقال محدد ولكاتب بعينه وهل من مخرج لما نكتب؟

أصبح لكتاب الأعمدة معالم واضحة شخصية وذاتية، تنشر الجريدة وتفسح المجال لهم لتناول ما يرغبون به بشكل متخصص وعام، وتلك مناسبة لإسداء الاحترام والتقدير للمحرر المسؤول عن المقالات ودوره في رفد الجريدة بأقلام وآراء منوعة ومتنوعة من خلال منبر الكتابة والتعبير المناسب.

صدى المقال يكون في التقبل والنقد والحوار والتوجيه ولفت النظر إلى جوانب عديدة لما نعيشه ونحاول التعايش معه من تحديات وعقبات وظروف، وبما نحلم ونطمح وبما نفكر به وبصوت مسموع وفكر منفتح وبما نخدم به وطننا وبما نوظف به الكلمة للانتماء والإيجابية والإبداع والارتقاء بمستوى الكتابة إلى مستويات ومراتب متقدمة من الاجتهاد والمحاولة.

نهج الكتابة المنتظمة يوفر التنوع في الاستجابة لمعطيات الأحداث بجميع تفاصليها ومضامينها وبما تفرضه من متابعة واهتمام لتغطية الحدث وتلبية شغف الكاتب والقارئ وبما يستحق من فكر ومضمون.

لا بد للمقال من صدى؛ ما يكتب لأغراض وأهداف عديدة، وما تنشره الجريدة يشكل لوحة من نتاج الكتاب وفرصة للتعمق وسبر أغوار الكاتب وما يصبو إليه حين يكتب وينشر وحين يجتهد؛ يخطئ ويصيب بالضرورة، ولكن أثره ينبغي أن يكون مفيدا ومناسبا ودقيقا وقابلا للتحسين والتطوير.

الكلمة موقف والمقال حالة، والجريدة عنوان، وما بين الكلمة والمقال والجريدة ثمة مشوار وحكاية تعبر عن وجدان الأمة وعن تاريخ ومحطات وطنية، نرجو أن يكون لها الصدى الطيب في النفوس والتأثير الإيجابي والمحفز والناقد البناء لما بين السطور.

fawazyan@hotmail.co.uk