كتاب

عودة الحياة إلى الجامعات

عادت الحياة مجدداً إلى الجامعات الرسمية بعد بدء الدوام الوجاهي بها مطلع الأسبوع الحالي، وبعد انقطاع دام لخمسة فصول بسبب جائحة كورونا، وعادت الأجواء الجامعية للأفواج الجديدة والتي التحقت للتو في الدراسة وتلك التي تلقت التعليم عن بعد خلال الفترة السابقة. العودة للحرم الجامعي من جديد تعني الكثير للطالب وعضو هيئة التدريس معا لتجويد التواصل الأكاديمي وجها لوجه، ولتعزيز الاستفادة المكانية والزمانية لمرافق الجامعة كافة والتجوال في معالمهما الثقافية والأكاديمية والسير في صقل الشخصية الجامعية واكتسابها المهارات الحياتية والعلمية والعملية على أرض الواقع.

عودة الحياة إلى الجامعات سوف تدفع بالحياة إلى قطاعات أخرى وأهمها النقل والخدمات الجامعية ومنها المكتبات والمطاعم و'الكوفي شوبات» والعديد من الاستثمارات حول الجامعات من الشقق الجامعية والتوصيل على سبيل المثال وليس الحصر.

لم تتوقف الجامعات الرسمية والخاصة عن تقديم خدماتها الجامعية، سواء عن بعد، أو من خلال الخدمة الوجاهية وضمن شروط صحية وإجراءات السلامة العامة، ولم تتوقف الجامعات عن التواصل مع المجتمع سواء من خلال النشاطات والفعاليات عبر تقنية التواصل المرئي والعديد من الرسائل الموجهة للطالب الجامعي.

البرهان العملي لنجاح عملية التنقل للطلبة من خلال هيئة النقل، عنوان للنجاح الفعلي في تنظيم الجهد والوقت للعودة الآمنة للأعداد الكبيرة من الطلبة بعد طول انقطاع وغياب عن الخدمة المنتظمة.

مثلما نجحنا في العودة الوجاهية في المدارس وعلى الرغم من الأعباء الإضافية لذلك، لكن لا بد من الانتباه إلى قواعد السلامة الشخصية والعامة من البيت وإلى الجامعة، ومن التنقل والاستفادة من الحرية النسبية في رحاب الحرم الجامعي.

شوق كل من الطالب وعضو هيئة التدريس إلى الغرفة الصفية، وإلى النشاط والبحث والتفاعل المباشر وإلى تبادل الخبرة والمعرفة، لا يوازيه شوق؛ للحرم الجامعي رونق خاص وجو مميز وبيئة مناسبة للنمو والتقدم، وللحرم الجامعي ألق خاص للثقافة الجامعية والتي تعكس فلسفة ورسالة الدراسة الجامعية من صقل الشخصية والتفاعل الإيجابي والحضاري تجاه قضايا المجتمع ومن ضمنها جائحة كورونا والتي يجب أن تكون درساً جامعياً للتغلب على التحديات الحياتية والعملية وتحويلها لفرص مواتية للنجاح والتميز.

الالتزام التام بقواعد الصحة العامة وتطبيق الإجراءات بشكل منظم وخصوصاً مع أعداد الطلبة الكبير ومع تنوع قدومهم من أرجاء المجتمع وتنقلهم بحرية أوسع، هو التحدي الماثل الآن أمام الاسرة الجامعية الكبيرة.

العديد من إجراءات التسجيل والقبول والسحب والإضافة تتم في الجامعات بشكل الكتروني واخر يدوي عند اللزوم وبأسلوب يسمح بالتنظيم والدقة ومن ثم التخطيط والترتيب للقاعات الجامعية والمختبرات والمرافق الجامعية، وتعقيمها، والمحافظة على نظافتها على مدار الساعة.

لا غنى عن الحرم الجامعي والعودة للتعليم الوجاهي، ولا غنى عن الكتاب الجامعي ونهل المعرفة المباشرة، وقد أصبحت دور النشر المتخصصة في الكتاب الجامعي عديدة وذات سمعة طيبة، وبالطبع جنبا إلى جنب مع التعليم عن بعد والمدمج، والترتيبات الجامعية الأخرى، والتي نرجو أن تساهم في تجويد التعليم الجامعي إلى مستويات متقدمة.

من خلال عودة الحياة إلى الجامعات، لا بد من التفكير العملي لتفعيل خدمة المجتمع من قبل الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، وتقديم العون والمساعدة والدعم النفسي والاجتماعي للفئات والشرائح في المجتمع، وتوفير وتوجيه البرامج والمساقات التفاعلية مع قضايا المجتمع ومنها العمل التطوعي وخدمة المجتمع بشكل شامل.

الجامعة هي البيت الثاني لأفراد الأسرة الجامعية، ومكان رحب للتفاعل الإنساني والثقافي والحضاري والمساهمة في رفد الوطن بكفاءات علمية وعملية ومتخصصة في المجالات كافة، النظرية منها والتطبيقية، ولهذا البيت قواعد وثوابت، ينبغي احترامها والمحافظة عليها بحرص واهتمام وعناية.

مبارك لجامعاتنا عودة أفراد أسرتها إلى حرمها وإلى منهلها العذب ودربها المزدان بالعلم والمعرفة والخبرة والعنفوان والنشاط والعطاء، مبارك السير قدما للأمام، لا عودة للوراء أبدا، بهمة وتعاون والتزام الجميع.

fawazyan@hotmail.co.uk