يحق للأردنيين أن يفخروا بأن بلادهم تحتل المرتبة السابعة عربيا والمرتبة الخمسين عالميا في تقرير المؤشر العالمي للقوة الناعمة 2021، الذي تصدره مؤسسة براند فاينانس الاستشارية لتقييم العلامات التجارية، وذلك بناء على ثلاثة معايير رئيسية، تتضمن التأثير العام والسمعة العالمية والألفة، وعلى سبعة محاور رئيسية، تشمل التجارة والأعمال والحوكمة، والعلاقات الدولية، والثقافة والتراث، والإعلام والاتصالات، والتعليم والعلوم، والناس والقيم، مع إضافة محور الاستجابة لفيروس كورونا المستجد 19.
ووفقاً لهذا المؤشر العالمي المشهور حل الأردن إقليميا في المرتبة الثامنة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أصل 15 دولة، وحقق الأردن في معيار التأثير 3,1 نقطة تبعا لتأثيره في المشهد العالمي، وفي معيار السمعة العالمية 5,5 نقطة محققا رصيدا مرتفعا في السمعة القوية والإيجابية على مستوى العالم، وفي معيار الوعي والألفة حقق 3,9 نقطة فيما يتعلق بالعلامات التجارية الوطنية، التي يعرفها الجمهور الدولي المستفتى في استطلاع الرأي. كما سجل الأردن أربعة نقاط في محور الاستجابة لفيروس كورونا المستجد 19 مسجلا أداءً متقدما في التعامل مع الوباء، من خلال قياس مؤشرات الاقتصاد، والصحة والرفاهية، والمساعدة والتعاون الدولي.
وإذا عدنا إلى الماضي بتاريخه ومنجزاته نرى أن أطول نفق مائي عالمي قديم يقع في أم قيس، وهي بلدة في أقصى الشمال الأردني، وأن هنا في الأردن يوجد 13 مدرج روماني من أصل (25) مدرجا في العالم، علما بأن الدولة الأموية انطلقت من أذرح (الشوبك) بعد حادثة التحكيم، كما انطلقت الدولة العباسية من بلدة الحميمة، وما تزال المدينة الوردية «بترا» شاهدا على حضارة الأنباط، أما «عمون» فكانت المدينة التي فر منها أصحاب الكهف، وكانت عامرة زاهرة. أما أعظم معركتين اسلاميتين فكانتا بالأردن، وهما مؤتة واليرموك، علما بأن ثرى الأردن يضم رفات 36,000 صحابي من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام.
واليوم وفي كل يوم يشرح جلالة الملك المفدى طبيعة مشهدنا الوطني، في هذه الفترة من عمر المملكة الأردنية الهاشمية الزاهرة، وما يعترض مسيرتنا الوطنية من تحديات، وكما أشار إلى أن «العدل أساس الملك»، فإن الملك يسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية، ويتطلع لطاقتنا البشرية ويدعو إلى تقويتها. ويوازي ذلك عندما يخط جلالته رسائله وأوراقه ويطلق مبادراته لاستنطاق الأغلبية الصامتة ويدعوها لتعبر عما يدور في خلدها ولتدخل من بوابات الإصلاح للمشاركة بفعلها ووجدانها في بناء الأردن الجديد، حيث تكون المواطنة انتظاما ومساواة في الحقوق والواجبات وإعلاءً لقيمة الحرية والهوية الوطنية وتحقيق للتنمية تعزيزا والتزاما بقيم العدالة والحرية والمشاركة، وواجب المساءلة، والتصميم على أن لا نتفرق حتى لو اختلفنا في المواقف والآراء، فنحن أردنيون والأردن لنا ونحن للأردن.
dfaisal77@hotmail.com
مواضيع ذات صلة