وجهت الحكومة العراقية دعوات لدول جوار العراق وهي إيران والسعودية والأردن والكويت وتركيا، ودول أخرى، مثل مصر وقطر والإمارات، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا للمشاركة في المؤتمر الذي عقد يوم السبت الموافق 28/8/2021.
بدأت فكرة عقد المؤتمر بحصر الدعوة لدول جوار العراق، لمناقشة قضايا تتعلق بالتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية العراقية، وقضايا الأمن والاستقرار والاستثمار والتحديات الإقليمية المشتركة والعلاقات بين دول الجوار ولكنه تحول إلى مؤتمر دولي، بعد دعوة دول عربية وأجنبية من غير دول جوار العراق، بالإضافة إلى مؤسسات دولية، مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
تسعى الحكومة العراقية الحالية لاستعادة الدور العربي والإقليمي لبغداد ومحاولة تخفيف التوترات بين الدول المشاركة، إيران من جهة وكل من الولايات المتحدة والسعودية من جهة أخرى، من دون الحاجة إلى وساطة دبلوماسية من العراق.
بالطبع سوف تتعدى بنود اجتماع القمة حدود مناقشة قضايا اقتصادية وأمنية إلى تقليل مستوى التوترات بين دول الجوار والمنطقة والتوسط لحل الخلافات وعقد تفاهمات إقليمية تقلل من مساحة التدخلات الخارجية في العراق ورفض الصراعات الإقليمية على أراضيه واستغلال ذلك بشكل فظيع.
التعاون والشراكة هو العنوان الأنسب للقمة والمسار الواضح للقادة والمشاركين في المؤتمر والاتفاق على الدور المنشود لحاضرة الأمة العربية في ربوع بغداد والتي عانت كثيرا وشعبها منذ عام 2003.
شارك جلالة الملك عبدالثاني–حفظه الله ورعاه–في أعمال المؤتمر وعقد عدة لقاءات جانبية كما شارك في القمة المصغرة والتي ضمت إلى جانب الأردن قطر ومصر.
لا بد من القاء الضوء على كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في أعمال المؤتمر حيث أكد جلالته أن عقد المؤتمر هو دليل على دور العراق المركزي في بناء الجسور وتعزيز الحوار الإقليمي والدولي وأن العراق يعمل بجد من أجل ترسيخ دولة الدستور والقانون والمؤسسات ودعمه أولوية لنا جميعاً؛ فالعراق القوي يشكل ركيزة للتكامل الاقتصادي الإقليمي وبيئة إيجابية لتعزيز التعاون بين دول المنطقة.
وكما أشار جلالته إلى أن انعقاد المؤتمر في بغداد الحضارة والتاريخ دليل حي وبرهان واضح وحرص من الجميع لدعم سيادة العراق ووحدة أراضيه، ودعم الشعب العراقي العزيز في مسيرته نحو المزيد من التقدم والتنمية والازدهار فالعراق الشقيق وبجميع أطيافه ومكوناته يعمل ومنذ أعوام بجد من أجل ترسيخ دولة الدستور والقانون والمؤسسات القادرة على مواصلة التقدم وتحقيق آمال شعبه وتطلعاته، ولذلك فإن دعم العراق في هذه الجهود، هو أولوية لنا جميعا.
أعرب جلالته في كلمته عن شكر الأردن ودعمه لجهود الحكومة العراقية خلال السنوات الماضية في مكافحة التطرف والإرهاب، بالإضافة إلى مساعيها في إعادة الإعمار وتعزيز وحدة واستقرار العراق الشقيق.
وفي هذا الصدد أكد جلالته على أن أمن واستقرار العراق، هو من أمننا واستقرارنا جميعا، وازدهاره من ازدهارنا، فالعراق القوي يشكل ركيزة للتكامل الاقتصادي الإقليمي وبيئة إيجابية لتعزيز التعاون بين دول المنطقة في وقت دقيق، يشهد فيه العالم الكثير من التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية، والتي سلطت الضوء على طبيعة الأزمات والتحديات العابرة للحدود، مثل نقص الأمن الغذائي وتبعات وباء كورونا، والتي لا يمكن تجاوزها دون إيجاد أرضية مشتركة، تقرب وجهات النظر وتؤسس لحوار جاد وتعزز سبل التعاون والشراكة لمواجهتها.
ولهذا ختم جلالة الملك حديثة بضرورة فتح الباب أمام تحقيق التكامل الاقتصادي والصناعي والتجاري، على أرضية من التعاون والتشاركية، لتحقيق المصلحة الفضلى للجميع من أجل العمل على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي بين الجميع.
لن يدخر الأردن جهدا من أجل وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات الجمة التي تواجه السعي نحو المزيد من التعاون والتنسيق والمتابعة ومد جسور الدعم المنشود لجميع الاشقاء وعودتهم للصف العربي وسوريا على وجه الخصوص والاهتمام والتقدير.
مؤتمر جاء انعقاده في الوقت المناسب والمنطقة والعالم تشهد الجهد لـتأسيس الشركة المنشودة بروح قوية وعزيمة وإصرار على حماية الأجيال القادمة من الشرور كافة.
نرجو للعراق الشقيق وشعبه الأصيل وافر الامنيات بالاستقرار والأمن لبناء المستقبل الأفضل للعراق والأمة والعالم أجمع.
fawazyan@hotmail.co.uk
مواضيع ذات صلة