اندلعت وشبت الحرائق في بعض الدول والتي نتمنى النجاة والسلامة لشعوبها ومقدراتها وثرواتها الطبيعية والقدرة على احتواء الخطر والسيطرة على المناطق المنكوبة وخصوصا المدن الرئيسية وضواحيها.
ليست الحرائق وحدها هي التي تهدد السلامة العامة وإنما هي الجهود المضادة للحياة والتقدم والمضي قدما في إسعاد البشرية وخصوصا عندما تم اعتقال مجموعات مغرضة تلقي بالشرارة الأولى للهب الحريق.
ليست الحرائق وحدها التي تسبب الازمات وإنما هي تغيرات في الطقس والناتج عن الانفجارات المتعاقبة نتيجة الخلل في التوازن الطبيعي في أرجاء المعمورة واختلاف المناخ وتبدل الأحوال مع ثنايا فصلي الصيف والشتاء على حد سواء.
يمكن إخماد العديد من الحرائق التي تشب في النفوس البشرية جراء الحسد والغيرة والنزاع والاختلاف والاحتقان والتعصب والتعنت حيث تشتعل تلك الحرائق النفسية بسرعة مذهلة وتمتد إلى عمق الحقيقة المجردة من العواطف والمشاعر النبيلة.
ويمكن إطفاء الشرور من النفوس المريضة والتي تكيل التهم كافة وتنشر حرائق الاشاعات ونيران الفتنة لتمتد إلى تفاصيل الحياة اليومية وتغتال البسمة والفرح والسرور من النفوس وتلتهم الأمل والرجاء بالوسواس النفسي والطبع المتشائم..
نعيش ظروفاً صعبة وارتفاع في تكلفة الحياة والاسعار لكثير من متطلبات المعيشة ولكن وعلى الرغم من ذلك يمكن التدرب لمواجهة تلك الحرائق النفسية من خلال التفاؤل والعمل على تغيير نمط الازمة إلى التسليم بالقضاء والقناعة التامة بأن أبواب النجاة تكون بصيانة القلوب وتنظيفها من السوء وتنقيتها بحسن النية والتسامح.
يذكر خبراء إطفاء الحرائق على أن خراطيم الإطفاء مهما كانت طويلة إلا انها لا تصل إلى محاولات الإنقاذ ما لم يكن كادر الإنقاذ والدفاع المدني حريصا مع سرعة الاجراء على الوصول إلى عمق دائرة الحريق بشجاعة والتغلب على لهب النيران باللباس الخاص وأجهزة التنفس الاصطناعي.
ويذكر خبراء التأمين أن حوادث الحريق تعتبر نادرة الحدوث ومع ذلك يتم ابرام عقود التأمين ضد الحريق وما تسببه من أضرار هائلة سواء النواحي الاقتصادية والاجتماعية ويذكر العديد من الأطباء الخطر من يواجه الحريق ويكتوي بالنار من صدمة نفسية بعد الإصابة. ليست هي الحرائق وحدها التي نحتاج إلى إطفائها بل نيران الغضب والتذمر والشكوى هي التي نحتاج إلى معالجتها وتجفيف بؤر الاشتعال فيها والفتنة والقتل والدمار والخراب والشر على وجه العموم.
اللهم بردا وسلاما لحرائق الجزائر (وقد أعلن أنها بفعل مجموعات الشر) ونيران لبنان والعراق وسوريا ومن قبل الغارات على غزة وكل النيران في مواقع القتل والغدر واغتيال الإنسانية وتشريد الأطفال والنساء وكبار السن من ديارهم إلى المجهول.
اللهم لطفا لمن يحترق شوقا للفرح والراحة والعيش الأمن المطمئن ومن يبتهل لأجل عالم من اليسر والدعة والبهجة مكان النار التي تأكل الأخضر واليابس وربيع العمر وتخلف ورائها رماد السنين والذكريات المؤلمة..
اللهم رحمة بمن يكتوون بنار الانتظار ولهيب الصبر وحرقة الظلم؛ هي ليست الحرائق وحدها وإنما هي أتون المعاناة ومخاض الولادة، اللهم رأفة بهم وبمن سيأتون من بعدهم فرادى ومجموعات ويتطلعون إلى النجاة بلهفة ورجاء..
fawazyan@hotmail.co.uk
مواضيع ذات صلة