عام مضى على انفجار مرفأ لبنان وأعوام من الحرب الخفية على لبنان والاقليم في المنطقة؛ سوريا، العراق، مصر، السودان، ليبيا، تونس، الجزائر والتأثير السلبي على مسيرة التقدم والازدهار والنمو وتطلع شعوبها للعيش باستقرار وأمان.
الوضع الصعب والمؤلم والذي وصلت اليه مقدرات الأمور في لبنان البلد المجاور والشعب الصديق والشقيق مؤسف بحق وبشع بحق من خرب لبنان بسبق الإصرار والترصد وإيقاع الضرر على قطاعات الحياة فيها وسرقة مقدرات الشعب اللبناني.
المعادلة واضحة وصعبة حين الحديث عن نية مسبقة من فئات معينة في لبنان للاستفادة من الثروات المتاحة وتهريب جزء كبير منها خارج البلاد والاستيلاء على مقومات الدولة من النفط والماء والكهرباء والدواء ومتطلبات الحياة الضرورية للمواطن اللبناني ومن يعيش على الأرض اللبنانية ويكابد مشقة العيش وارتفاع الأسعار ويكتوي بنار التوازنات السياسية والمعادلات الصعبة..
يقدّر خلال المؤتمر الدولي، والذي سوف يلتئم عبر تقنية الاتصال المرئي، جمع 350 مليون دولار لتلبية الحاجات الجديدة التي يتيعن الاستجابة لها في مجالات عدة تحديداً الغذاء والتعليم والصحة وتنقية المياه، فيما يغرق لبنان في انهيار اقتصادي غير مسبوق، تتراجع معه قدرة المرافق العامة تدريجياً على تقديم الخدمات الأساسية للسكان.
على الرغم من الضغوطات الكبيرة التي تمت على الطبقة السياسية في لبنان، إلا أن الإصلاح لم يرَ النور ولم تتشكل حكومة لبنانية حتى الآن لرأب الصدع والتغلب على التحديات الاقتصادية في البلاد.
سوف توجه المساعدات للنواحي الإنسانية ولن تمر عبر القنوات والمؤسسات الرسمية وسوف تعمل على تأمين ما يكفي لقسط يسير من متطلبات الحياة والمعيشة في لبنان الغارق في الانهيار.
جرح لبنان ليس بجديد فقد نزف من قبل وتوالت المصائب على قطاعات مهمة وحيوية وشملت الاقتصاد قبل السياسة وهبط سعر الليرة اللبنانية وانهيار السياسة المصرفية وهروب العديد من الأرصدة للخارج، إضافة لتعنت الطبقة السياسية وإصرارها على رفض محاولات الإصلاح والتوافق لتشكيل حكومة ممثلة لتحظى بالدعم المنشود..
يشارك في المؤتمر والذي دعت إليه الحكومة الفرنسية والأمم المتحدة قادة دول وممثلون عن الحكومات والأطراف المعنية. ويدرك الجميع أن الدعم ينبغي أن يرافقه دعم موجه للمجتمع اللبناني والذي شهد لعقود مضت سنوات من الضياع والانهيار والتبعية والانقسام.
يكفي الدعم المقدم عقب المؤتمرات لتغطية جزء بسيط من الضرر ولكنه لن يعالج الكثير من العيوب الجوهرية والمشاكل السياسية الراهنة والتي لم يكشف النقاب حتى الآن عن السبب الحقيقي لانفجار المرفأ على أقل تقدير..
يشكل وجود ونفوذ حزب الله تحديا ومعضلة كبيرة ورقما صعبا للتوصل إلى صيغة توافقية لتشكيل الحكومات وربط السياسات بمواقف حزب الله من مجمل ما يحدث في لبنان والدول المجاورة وأهمها العراق.
الوضع الإنساني المأساوي الذي وصل اليه لبنان يستدعي انقاذا بكل معنى الكلمة للحفاظ على كرامة المواطن اللبناني ومقدرات البلاد من الانهيار نتيجة صراعات لن تنتهي بنتائج مفيدة أبدا.
منذ انفجار مرفأ بيروت ومنذ اللحظات الأولى وقف الأردن ملكا وحكومة وشعبا مع لبنان وقدم الدعم المنشود وأرسل المساعدات الفنية والعينية للشعب اللبناني الشقيق وعبر عن مساندته من أجل استقرار الوضع في لبنان.
الدعم المادي يحل بعض الخلل ولكنه لن يداوي الجرح اللبناني العميق.. وللحديث تتمة.
fawazyan@hotmail.co.uk
مواضيع ذات صلة