تلتئم يوم السبت القادم، وتحت عنوان (الأبعاد الاستراتيجية في فكر جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وقراراته ومواقفه) الندوة الثانية من ندوات المسار الأول من مسارات مبادرة رمزية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين التي أطلقتها جماعة عمان لحوارات المستقبل، وقد سألني سائل لماذا أطلقتم هذه المبادرة؟ فقلت: إن الجماعة تنهض بهذه المبادرة لأداء واجب، نعتقد أنه صار فرض عين على كل مخلص لهذا البلد وشعبه، الذي يتعرض لحملة ظالمة من التشويه والاغتيال المعنوي، الذي طال كل شيء، وقبل ذلك كل أحد في بلدنا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأخطر منها إنكار الإنجاز وتشويه المواقف، وهذا سبب جوهري اجتمعت معه أسباب أخرى منها:
أننا نؤمن بأن الاغتيال المعنوي يشكّل مدخلاً للاغتيال المادي للأوطان، لذلك رأينا أن نقرع ناقوس الخطر.
كما أننا في ذلك لا نأتي بجديد فالشعوب الحية هي التي تلتف حول رموزها وتدافع عنها، بل إنها تسعى لإيجادها فتبذل في سبيل ذلك الجهود والأموال، وتجري الدراسات المتنوعة، وتؤسس في سبيل ذلك المؤسسات، وتوضع الخطط والبرامج.
كما أن رمزية جلالته لها أهمية وطنية وحاجة قومية، فأمتنا تعاني في هذه المرحلة من فراغ القيادة والزعامة، التي تلبي أشواقها، وأبناء الأمة يتطلعون إلى من يملأ هذا الفراغ، مما يشعرهم بالأمن وبالثقة بمستقبل منطقتهم، وأية نظرة فاحصة محايدة، ستؤكد أن جلالته هو المؤهل لملء هذا الفراغ، لأسباب كثيرة، منها أن جلالته هو عميد الحكام العرب وأطولهم تجربة، وهي تجربة ثرية برهن من خلالها جلالته، على قدرته الفائقة على التعامل مع الأزمات والتحديات، وحافظ على الأردن كواحة أمن واستقرار يتطلع إليها كل أبناء الأمة.
كما أن جلالته هو الزعيم الوحيد الذي مازال يحمل هموم الأمة وقضاياها، ويدافع عنها في المحافل الدولية، فإذا أضفنا إلى ذلك ما هو أهم، وهو أن جلالته يمتلك رصيداً من الشرعية الدينية، التي تؤمن بها الغالبية الساحقة من أبناء الأمة على اختلاف مذاهبهم، وهي شرعية لا يستطيع أحد أن ينازع جلالته عليها، بالإضافة إلى الشرعية التاريخية، وهي الشرعية الأطول على امتداد تاريخ الأمة، خاصة في تاريخها الحديث. وهاتان الشرعيتان مدعومتان بشرعية الإنجاز، فعلى الرغم من قلة الإمكانيات المادية، تمكن الأردن بفضل قيادته التاريخية التي يمثلها جلالة الملك عبدالله الثاني، من تحقيق تقدم في الكثير من المجالات، عجزت عن تحقيقه أنظمة أكثر موارد مالية من الأردن.
لقد طرحنا على أنفسنا سؤالاً: هل نجحنا في استثمار كل ما تقدم لتعزيز رمزية جلالته؟ والإجابة المنصفة على هذا السؤال تؤكد أن هناك تقصيراً كبيراً في أداء الواجب نحو بيان المكانة الحقيقية لجلالته، فلم ترتقِ الجهود إلى حجم الشرعية الدينية والتاريخية وشرعية الإنجاز التي يمثلها جلالته، ولا إلى حجم الدور والرسالة التي قامت من أجلها المملكة الأردنية الهاشمية، واللتين يجسدهما جلالته أروع تجسيد، بما يضيف عليهما من خصائص شخصيته المميزة، التي يجب أن تكون مرتكزاً لتعزيز رمزية جلالته كقائد وطن، لذلك نهضنا في جماعة عمان لحوارات المستقبل لأداء الواجب من خلال جهد فكري علمي يعتمد الحقائق التاريخية، والإنجازات الملموسة التي سنسلط الضوء عليها تباعا.
Bilal.tall@yahoo.com
مواضيع ذات صلة