كتاب

الملفات والسياسات الداخلية

حرص وإخلاص وصدق وأمانة ما نحتاجه حين تناول الملفات المحلية الداخلية والتعاطي مع مجمل ما تفرضه تلك الملفات من تفاصيل وتداعيات ومجريات ومفاصل وردود فعل تحتاج هي الأخرى إلى مراجعة وتدقيق.

تشغل بال الرأي العام العديد من الملفات والقضايا ذات الصلة بتكلفة المعيشة ومتطلبات الحياة والأولويات من الصحة والتعليم والكثير من التفاصيل التي تهم المواطن في رحله وترحاله وبحثه الدائم عن لقمة العيش والمسكن وتأمين الاحتياجات الخاصة وتوفير ما يلزم لاستقرار وأمان أسرته.

أولويات المواطن واضحة وصريحة ومطالبه كذلك مشروعة للبحث عن مستقبل أفضل لأبنائه وتأمين ما يلزم لهم من ضمانات وكفايات لمواجهة الحياة بقوة وثبات والتغلب على التحديات سواء داخل الأردن أو خارجه.

الدخول في تفاصيل الملفات الداخلية شأن تقوم به المؤسسات والمرجعيات الرسمية والأهلية وتمارس دورها بانسجام وتوافق مع سياسة الأردن الجامعة وفي المجالات كافة وضمن نهج واضح.

نعم الكثير من الملفات الشائكة وذات الاهتمام المشترك من قبل جميع أفراد الأسرة الأردنية والمقيمين على أرض المملكة الأردنية الهاشمية وتحتاج تلك الملفات إلى سياسات استراتيجية وخطط عمل ولكن وفي نفس السياق ثمة العديد من التفاصيل الدقيقة التي يجب أخذها في الاعتبار عند التعرض لها وتكمن في مراعاة المصلحة العليا للدولة الأردنية وفق الكثير من الاعتبارات والثوابت الوطنية والعربية والدولية.

لا نعيش بمعزل عما يحدث من حولنا وما تفرضه علينا الظروف المحيطة وسائر المحاولات المتنوعة للنيل من استقرار وأمن الأردن من خلال العديد من الثغرات ونقاط الخلل ومن خلال التدخل في الشؤون المحلية.

الإصلاح، الفساد، وملفات عديدة تحتاج إلى معالجة وتدخل جوهري وبناء وتطوير وتجويد في الإدارة والاجراء والمساءلة والتقييم وثمة ملفات ذات وزن كبير ومهم تحتاج من الجميع التفهم والتأني والثبات؛ ليست مصالح الأردن ببساطة رأي يطرح أو وجهة نظر تتداول ولكنها سياسة تكتسب مصداقيتها من الدستور ونظام الدولة الأردنية ومؤسسية أجهزتها ودوائرها وهيئاتها المتنوعة الاختصاص والصلاحيات.

تدار الملفات وفق السياسة الداخلية والتي وجه جلالة الملك في أكثر من مناسبة بأن تكون من خلال التحديث والتطوير والعمل الميداني والمحاسبة وضمن تشريع منسجم بنتائج احترافية ومؤشرات أداء دقيقة.

اتسع المجال وتنوعت المساحات التي تتناول الملفات المحلية ولكن ومن المرجو بحق الحرص ومخافة الله في مجمل ما تطرحه النقاشات من آراء ومقترحات ووجهات نظر وبشكل متأني ومتخصص ولا يمنع من أن تكون متفائلة وإيجابية ضمن السيناريوهات المحتملة والمتوقعة للحلول المقترحة وفي المجالات كافة.

الإدارة المنوعة والخبرة المتراكمة والمتطورة عند إدارة ملف التعليم بكافة تفاصيله والتحضيرات للعام الدراسي القادم وكذلك الأمر للملف الاقتصادي وإجراءات التعافي وذات الأمر بالملف الاجتماعي والثقافي والموازنة بين المطلوب وما يمكن تحقيقه على أرض الواقع وبأقل الخسائر الممكنة.

عيش الواقع والاقتراب من هموم المواطن ونبضه ومطالبه والمحافظة على التوازن المنشود على أرض الواقع هو السبيل للدخول من خلال بوابة الانتماء الحقيقي للأردن ولمسيرته الخيرة.

نعم لدينا الكثير لنتحدث عنه ولكن ليكون لدينا الأكثر من ذلك لتناول جوانب العطاء والبناء والخير في مجتمع ما تزال فيه فئات ترغب بالعمل والإعمار والمحافظة على الأردن برسالته الواضحة ومنهجه من الاعتدال والحكمة والانسجام والتوافق والاحترام والتقدير.

خلاصة القول: لا بد من إدارة الملفات المحلية بشكل يتوافق والقدرة الفائقة للسياسة الخارجية والتي يشهد لها بالحنكة والحكمة من قبل الأطراف كافة.

fawazyan@hotmail.co.uk