كتاب

حبيبنا وأخونا..

.... كيف يعرفونني في الأردن...حين تجلس مع رئيس الوزراء يقول لك: أنت أخونا وحبيبنا...وأنا أفرح حين أعرف لدى الحكومة بالأخوة والحب..

في الفيسبوك (سحيج)، كثيرا ما يكتبون هذه الكلمة، وأنا لا أغضب لأن (السحجة) هي فن تراثي قديم مارسه أغلب أجدادنا....وفيما بعد طورت المعارضة هذا الفن من أجل الإستخدام، كي تصطاد به خصومها..

في البنك يعرفونك بكلمة (عمو)...أكتفي بالقول في داخلي: (عمى الدببة)..

وحين تزور الجيش يقولون لك (عبدالهادي بيك)..تشعر أنك من المرتب, وأحيانا يشعرونك بأن صنفك هو الدروع..وفي بعض المرات، يشعرونك أنك مقدم ركن قائد كتيبة مدفعية....وتفرح بتعريف الجيش.

الجيران يعرفونني (بالبدوي)..وحين يشاهدني جاري أحمل حقيبتي في أيام الخميس يسألني: رايح ع معان؟..اقول له للكرك...فيجيب: مهي جنب معان.. جاري أمضى معظم حياته مغتربا، ويظنني من البدو... ويسألني دائما: ليش انت مش أسمر...؟

العجائز في الكرك، يقمن بتعريفي بشكل مستقل عن كل تلك التعريفات...تعريفات فيها الكثير من الغمز واللمز، ويقمن باتهامي بأني أفسدت جيلا كاملا...فحضوري يعني أنه لابد من جمع أبناء العمومة وإيقاد النار والسمر حتى مطلع الفجر...إحداهن تتهمني بأني: (خربت جيلا كاملا)....

في التلفاز يعرفونني بالمحلل الصحفي، وذات مرة كتبوا: المحلل الإستراتيجي..وأنا فرحت بكوني استراتيجي، على الأقل أتقنت كل استراتيجيات الهند والطرنيب...ومرات يقولون الكاتب الصحفي، ومرات صاحب نظرية (الحمار) الفضائيات لي حصة جيدة من التعريف..فأنا استراتيجي ومحلل ومؤسس نظريات.

أغرب تعريف هو شرطة السير، حين يوقفك يقول لك: رخصك يا حج..وتشعر أنه هو من طوفني، وأصدر لي فيزا الحج...ولكنك لا تغضب من التعريف، على الأقل حين يقومون (بشمطك) المخالفة تشعر بإيمانهم العميق...

لدى المعارضة المتشددة تعريف بأنك: مصدر....وأنت لا تلومهم فكل شيء لديهم يعرف كذلك، حتى الأعمدة والأسلاك والجدران..

أجمل تعريف يأسرني، هو تعريف (توحه) العامل المصري والذي تذهب إليه لتناول الفول، حالما تجلس على الطاولة يمسحها ويبدأ بالقول لك: (شرفتنا يا باشا، منور يا سكرة، حالاً يا بيه...اترك كل حاجه في ايدك وشوف عبدالهادي بيه عاوز إيه، وحشتنا يا افندم....بئالك زمان)..

في وطني حين أغرق في بحر التعريفات وأسأل من أنا؟ تأتيك مصر وتعرفك....المصري في الأردن هو الوحيد الذي يعرفك كما تحب...

بالنسبة لجماعة.. حبيبنا وأخونا؟ إياكم أن تعتقدوا أني صدقتهم.

Abdelhadi18@yahoo.com