إلى جانب الدعم المالي الضخم، تقدم الولايات المتحدة الأمريكية دعما سياسيا واضحا للمواقف والسياسات الإسرائيلية، وقد أستمر هذا الدعم منذ قيام الكيان المحتل على أرض فلسطين، ولم يتوان كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري عن مساندة قرارات وممارسات الحكومات الإسرائيلية والوقوف إلى جانبها في جميع إجراءات الاحتلال والاستيطان والتعدي على حقوق الشعب الفلسطيني.
الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة والشيخ جراح أظهرت بوادر تحولات جديدة في سياسة الدعم الأميركي للكيان الصهيوني المحتل، وقد ظهرت هذه التحولات في ردود فعل أعضاء الحزب الديمقراطي وبعض نوابه في الكونغرس، حيث وجه العديد منهم تساؤلات للرئيس الأمريكي جو بايدن حول حجم المساعدات الأميركية لإسرائيل وفي مقدمة هولا السيناتور بيرني ساندرز الذي طالب بضرورة إمعان النظر في طريقة إنفاق المساعدات الأمريكية الموجهة لإسرائيل، وأشار بشكل متكرر إلى عدم عدالة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وانتقد مراراً الممارسات الاستيط?نية والتهجير القسري للفلسطينيين والاعتداء على الأبرياء بشكل متواصل من قبل السلطات الإسرائيلية، كما قالت عضو مجلس النواب الأميركي إيانا بريسلي أننا نرسل (3.8) مليار دولار لنشارك في هدم منازل الفلسطينيين واعتقال أطفالهم، إن هذا لا يعكس قيمنا.
وتأتي هذه التحولات في مواقف السياسيين في الولايات المتحدة الأمريكية حيال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني نتيجة لتنامي عدد النواب الأميركيين في الكونجرس من أصول أفريقية وأسيوية وكذلك اللاتينية، إضافة لنواب من أصول عربية كالفلسطينية رشيدة طليب والصومالية إلهان عمر. والمواقف التي يتبناها هولا النواب والعديد من النواب الديمقراطيين مثل بيرني ساندرز وكوري بوش اتجاه ما يجري في فلسطين المحتلة بات يحرج قيادات الحزب الديمقراطي وفي مقدمتهم الرئيس بايدن. وقد حاول بايدن إجراء شيء من التوازن في الموقف الأميركي حيث قرر إعادة?فتح القنصلية العامة في القدس وكذلك إعادة توجيه الدعم لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، رغم موقفه المعلن من حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، ولكن لإدراكه تنامي التأييد للفلسطينيين داخل الحزب الديمقراطي فقد أشار في أكثر من خطاب إلى حق الفلسطينيين في العيش بسلام وآمان.
الأصوات المناصرة للقضية الفلسطينية تتعالى في الولايات المتحدة وتؤشر لتحولات وإن كانت محدودة لكن يتوقع الكثير من المحللين زيادة عدد الأميركيين المنضوين تحت ظل الحركات التي تطالب بصون الحقوق للأقليات وتحقيق العدالة في دعم ومساندة الشعوب التي تتعرض للاضطهاد وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني، الشيء الذي بدا يؤثر على مستوى وطريق الدعم الأميركي لإسرائيل، ويتسبب بالقلق لقادتها على مستقبل العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية.
Rsaaie.mohmed@gmail.com
مواضيع ذات صلة