كتاب

صبيحة عيد الاستقلال ودوما

تشرق شمس يوم الاستقلال وتكون صبيحة العيد عطرة بالإنجاز والبناء والعطاء وبقراءة حية وخالدة لتاريخ التأسيس للمملكة الأردنية الهاشمية وملكها الراجي من الله التوفيق والعون.

ويشرق دوما في النفوس ومع صبيحة عيد الاستقلال المشروع الهاشمي المتجدد للنهضة العربية وقوامها الفكر والرشد والروية والحكمة والتي حملها الملك المؤسس في ظرف صعب من تاريخ المنطقة بعزم وصبر وثبات بأن تكون المملكة الأردنية الهاشمية حاضرة في المستقبل حينذاك وكأنه ينظر لتطور المملكة بحبور وفخر وسرور.

يطيب لي الإشارة في مناسبة عيد الاستقلال الدعوة للجميع لقراءة كتاب مذكراتي للملك عبد الله بن الحسين والتي خط الإهداء فيه: «لأمتي التي ستجد بها الكثير من الحقائق عن مجد الأجداد وجهاد الأحفاد بقلب ملؤه الإكبار لهذه الأمة سائلا الله لها الحماية والهداية انه سميع الدعاء والحمد له بدءا ونهاية والصلاة والسلام على محمد واله وصحبه»، في المذكرات المفيد والجزيل من محطات الاستقلال وتاريخ الفكر الهاشمي والرؤية الثاقبة لزعيم شهد الجميع له بالحنكة وبعد النظر.

الاستقلال محطة من تاريخ وحاضر ومستقبل للأردن والمنطقة والعالم وظروف كثيرة لم تكن سهلة وميسرة بل كانت متداخلة ومتشابكة ومعقدة وشهدت صراعاً متعدداً ومنوعاً للسيطرة على مقدرات الشعوب ومنها العربية ولهذا كان الاستقلال مرحلة للسير قدما نحو إثبات الوجود بمملكة تستحق الاحترام والتقدير والشروع في إرساء البنيان والمضي قدما في مسيرة النهضة العربية، فكانت كما تاق لها الملك المؤسس وكانت المملكة الأردنية الهاشمية بعزيمة الأحرار واعتراف الجميع.

صبيحة عيد الاستقلال وحين نقدم التهنئة لسيد البلاد ووريث العرش الهاشمي الملك عبد الله الثاني، فإن الأمل يتجدد في المسيرة الخيرة والطيبة والتي ما تزال على العهد والوعد والتقدم والمثابرة بعزيمة لا تلين.

مسيرة الاستقلال هي رصيد من المواقف والعبر والشهادات من النضال والسعي المبارك للعمران والبناء على ما تم ومواصلة الخطوات رغم التحديات إلى مستقبل مزهر وأجيال واعدة ومجددة للعهد والوفاء والانتماء. الاستقلال أمانة نتوارثها رسالة واضحة المعالم وأركان دولة ونظام ودستور وقيادة راسخة في الوجدان والضمير الأردني وواجب أصيل للمحافظة على غراس وثمار الاستقلال والعيش في ظلالها الوافرة بأمان واطمئنان.

أرسى الملك المؤسس قواعد الدولة وتابع ورثة العرش الهاشمي المسيرة وحملوا الراية وسط التحديات والمصاعب وعبر السنوات وعلى مدى العطاء الهاشمي وفي المجالات كافة وعلى الأصعدة العربية والإسلامية والدولية والتي يسجل لها سداد الرأي والصواب.

على العهد الهاشمي الأردني أعد الدستور الراحل الملك طلال وأخلص الوعد الملك الباني الراحل الملك الحسين ويحمل اللواء الملك والرائد الملك عبد الله الثاني ومن حوله الشعب الوفي الأصيل.

صبيحة عيد الاستقلال ودوما نشرع خيوط الرجاء بأن يبقى الأردن الحمى الأمن المزدهر وصمام الأمان للأمة وعنوانا للمجد وللمستقبل الأفضل بتوفيق وعون من الله.

يطول الحديث عن الاستقلال ولعل نتاجه تتحدث عن نفسها وتخبر المزيد من التضحيات التي قدمت عبر مسيرة الاستقلال والتي علينا جميعا المحافظة عليها وصونها والعناية بها والاهتمام بتوثيقها في سجل وذهن الأجيال الأردنية الغالية.

صبيحة عيد الاستقلال ودوما نردد: عشت يا أردن ودمت سيد البلاد لشعبك ولامتك رائدا وقائدا وحاديا للركب ورافعا للراية تلك التي تخفق عالية بالحق والمجد والحرية.

fawazyan@hotmail.co.uk