ما تزال ردود الأفعال تتوالى وتتفاعل وعلى جميع المستويات المحلية الفلسطينية والخارجية العربية والإسلامية وتتباين الردود الدولية وتجدد الدعوات للعودة إلى الهدوء والهدنة وإجراء المفاوضات بهذا الشأن.
التغطية الإعلامية المكثفة لما يجري في القدس وغزة فضحت الإجراءات من قبل سلطات الاحتلال وبصورة وحشية واستهداف الأبرياء والسكان العزل وبكافة اللغات العالمية وساهمت وبشكل مهم في نقل الصورة من قلب الحدث إلى العالم أجمع.
ليست هي عمليات عنف كما تدعي سلطات الاحتلال وتطالب بالتعامل معها على أساس على أنها أعمال شغب ومقاومة يجب التصرف معها بقوة مهما كلف الثمن ومهما كانت الأساليب والوسائل.
لكن ومع ذلك كله يظل جوهر القضية هو الاحتلال المغتصب لفلسطين والمشروع لتهجير الشعب الفلسطيني والاستيلاء على كامل الأرض الفلسطينية وفرض السيادة عليها وتجاهل الحق التاريخي على ثراها الطهور.
الاحتلال لا يأتي بأي حل ممكن ولن يأتي سوى بأجيال مقاومة على مدار سنوات المواجهة والصمود أمام نير الاحتلال والعيش بكل تفاصيل المقاومة بقوافل الشهداء والمصابين والأنقاض والهجمات الشرسة والغارات الجوية والأرضية وحملات الاعتقال.
جوهر القضية يكمن في مسيرة النضال والصمود على مدار سنوات الاحتلال والتي ما تزال تداهم الحلم الوطني الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعلى التراب الوطني وبشكل صريح لا لبس فيه وتفريط.
ردود الفعل تجاه ما يحدث حاليا في فلسطين هو تغطية شاملة للعديد من تفاصيل المقاومة الوطنية مهما تعددت مسمياتها والتي كانت نتيجة طبيعية للاحتلال والظلم عبر عمر الأجيال الفلسطينية وعبر سنوات الاحتلال.
جاءت صفقة القرن فيما مضى برهاناً على إلقاء أعداد كبيرة من المواطنين الفلسطينيين إلى الخارج واغرائهم بالدعم المادي والمشاريع والرخاء والانفتاح والانتقال إلى مراحل جديدة من العيش ولكن وبكل حق يملكه الشعب الفلسطيني كان الفشل مصير مخطط لم يعٍ أبدا أن جوهر القضية هو غير الربح والخسارة ولم يعٍ أبدا ان الفداء والوفاء للقضية الفلسطينية بكل تفاصيلها من حق العودة وحتى الاستقلال التام.
جوهر القضية وكما أعلنه الأردن عبر موقفه الرسمي والشعبي والمتمثل في إنهاء الاحتلال وغير ذلك لن يكون ولن يحصل أبدا ومستحيل أن يتخلى الأردن عن القدس والوصاية الهاشمية ولن يرضى أبدا بالوطن البديل ولن يسمح أبدا بالحل القائم على أساس الدولة الواحدة والتخلي عن الحق الشرعي للشعب الفلسطيني وفق الاتفاقيات الدولية وقبل ذلك كله الوقوف مع الأشقاء في فلسطين بكامل الثقل الأردني وعلى المستويات كافة.
جوهر القضية واضح وصريح ومباشر وقائم على أساس حق تقرير المصير دون تنازل وتجزئة ودون تفريط واستهانة بقدرة الشعب الفلسطيني على الأرض الحرة الأبية وسوف تبقى المواجهات قائمة لا محالة.
fawazyan@hotmail.co.uk
مواضيع ذات صلة