المهندس سمير الحباشنة
«1»
تتبدى قيمة الأشياء بالنسبة للإنسان، حين تزول تلك الاشياء أو تنقص..
فحين يحيط بسواريك القيدْ.. تتعرف على قيمة الحرية، وحين تتسلل إلى جسدك الشيخوخه، تفهم معنى الشباب.
أما وقوعك تحت براثن المرض فأنك تعي معنى أن يقال: «أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء».
«2»
ثقل المعاناه كبير، ومن لم يعشها، تكون بالنسبة له مفردة..ليس أكثر.
ولما تقترن المعاناة بالإرادة، تكون سبيل المرء نحو تحقيق السعادة. والإنسان بلا إرادة يتحول امرء «شكْاي»، يظل على الدوام نادباً حظه، محملاً الأخرين أسباب معاناته. فيمر العمر وهو يدور حول نفسه. في بؤس وعوز.
«3»
تتحول التطلعات والرغبات المشروعة، إلى إنجاز، عبر المثابرة والإصرار، ينطبق ذلك على الأفراد والمجتمعات. وبدون المثابرة والاصرار تبقى التطلعات، أحلام يقظة، ثرثرة مجالس، أو شعارات فارغة بلا محتوى.
«4»
الشماتة والسادية.. صفات إنسانية بشعة.
فالشماتة شعور المرء بالسعادة حين يسمع أو يرى.. معاناة الآخر..
اما السادية، فهي الشماته المقترنة بفعل من شأنه جلب المعاناة للآخر.
الشماته شعور، أما السادية فهي شعور مقترن بفعل..
«5»
الحسد.. صفه إنسانية بشعه ايضاً. فالحاسد يبغض نجاح الآخر، ويتمنى لو كان النجاح من نصيبه هو.
والحسد يباعد بين المرء وبين إطلاق الطاقة الايجابية الكامنة لديه. ذلك انه أمرء مسكون بالكراهية للنجاح والناجحين.
«6»
التنافس.. صفة إنسانية ايضاً وهي نوعان..
• الأولى، تنافس حميد... إيجابي يدفع المرء وبجهود ذاتيه لتعظيم طاقته، وإثراء المعرفه لديه، ليحقق نجاحاً مماثلاً لنجاح الآخر،او حتى التفوق عليه..
• اما الثانية فهي تنافس مرضي.. سلبي.. وان حقق نجاحاً ما ...فأنه نجاح زائف،إما عن طريق عرقلة الآخر او سرقة نجاح، والمنافس السلبي، عدو للنجاح تماماً مثل الحاسد.
«7»
الأمتنان والجحود.. صفتان متقابلتان.
فالأمتنان سمة الأنسان صاحب السريرة المستقرة، يحمل على الدوام الود لمن قدم له فعلاً طيباً، وينتظر لحظة رد الجميل بالجميل.
أما الجحود، صفة بالغة في السوء.
فالجاحد لا يتنكر لمن قدم له الجميل فحسب، بل ويتملكه حقد دفين نحوه.. ينتظر لحظة رد الجميل بالأساءة.
وكل ما كان الفعل طيباً، كل ما زادت كراهية الجاحد لمن قدمها له.
«8»
قال تعالى «وجعلناكم أمة وسطا» حتى إن لغتنا العربية توقر الوسطية..
فالكرم منطقة وسطى بين البخل والتبذير.
والشجاعة منطقة وسطى بين الجبن والتهور.
والحكمة كذلك منطقة وسطى بين التعجل والتردد، بين المعالجة الهادئه والهوجاء.
فالحكمة.. تفضي إلى قرار مدروس بناء، وغيابها يؤدي الى قرار متسرع هدام.
وبعد.. لله في خلقه شؤون ورمضان مبارك..