وبين وثائق الاستقلال الكثير من الحضور الفلسطيني، الذي يشرح إرهاصات الوحدة الأردنية الفلسطينية، بعد نحو خمس سنوات، ويمكن قراءة ذلك من خلال عناوين ووثائق عدة، بينها ما ذكرته صحيفة الدفاع في عددها الصادر في اليوم التالي للاستقلال بقولها: لم يقل ابتهاج العرب في هذه مدينة القدس، وغيرها من مدن اللواء وقراه بالحادث السعيد السار الذي تحتفل به المملكة الاردنية الهاشمية.
واحتفت القدس بالاستقلال الأردني، ورفعت الإعلام العربية الهاشمية على المحال العربية كما رفع قناصل الدول العربية الأعلام على دور القنصليات مشاركين
ونقرأ أيضاً، تهنئة فلسطين، في برقيات عديدة، بينها برقية مصطفى الأنصاري رئيس سدنة المسجد الأقصى إلى جلالة الملك المؤسس، بقوله: إن اعتلاءكم عرش البلاد الأردنية فخر لها وكسب العروبة والإسلام، فإلى أعتاب جلالتكم يتقدم آل الأنصاري سدنة الحرم الشريف إلى سبط رسول الله الكريم بخالص التهنئة والتبريك داعين الله تعالى من أولى القبلتين وثالث الحرمين أن يحفظ جلالتكم ويؤيدكم بنصره ويبارك عرشكم ويعلي رايتكم في الخافقين.
وتذكر صحيفة الدفاع أيضاً، الأجواء التي عاشتها مدن فلسطين بالاستقلال، بقولها: إنّ يافا المدينة فرحت يوم أمس بمهرجانات البيعة الملكية في عمّان واستمع الجمهور الى إذاعتها منذ الصباح الباكر حتى بعد الظهر وكانوا متبعين لما يجري في دار المجلس التشريعي ثم في قصر رغدان وفي مطار عمان وغادرت منذ يوم أول أمس وفود كثيرة إلى عمّان للأشتراك في الاحتفالات وتهنئة صاحب الجلالة الملك.
كمّا أقيم حفل استقبال في حيفا من قبل قيادة الحامية الأولى للجيش العربي حضره أعيان المدينة والرجال العسكريون وكبار الموظفين.
حيفا- ارسل القاضي السيد محمد برادعي العباسي البرقية التالية بصفته رئيس لجنة اليتيم العربي بحيفا الى معالي رئيس الديوان الملكي عمان - لجنة اليتيم العربي بحيفا التي تلطف صاحب الجلالة الملك المعظم فشملها برعايته السامية تتشرف في هذا اليوم الخالد في تاريخ العرب بان تكرر بيعتها لجلالته وترفع لسدته الملوكية اصدق آيات التهاني باعلان استقلال المملكة الاردنية الهاشمية في ظل ملكه السعيد وتتقدم باخلص شعائر الولاء لعرشه المفدى عاش جلالة الملك عبد الله الأول.
أما في نابلس، فتذكر الدفاع، بأنّ وجهاء المدينة وأعيانها والشباب والعمال رفعوا إلى صاحب الجلالة الملك عبد الله وفخامة رئيس الوزراء في شرق الأردن مهنئين بالعهد الجديد.
ونشرت الدفاع صورة عن البرقية المرسلة من نادي شباب آل صبري في قلقيلية الى جلالة الملك عبد الله المعظم، جاء فيها انهم يهنئون جلالته بهذه المناسبة السعيدة التي يبايع فيها جلالته ملكا على شرقي الأردن.
إنّ هذه الوثائق وما تحمله من مفردات، تعبر عن وشائج عميقة الصلة على ضفتي النهر، وتعبر عن الآمال الباكرة بالوحدة بين البلدين والشعبين، وذلك قبل أنّ تمر نازلة النكبة بعامين، وتتسبب بجرحٍ عميق، لم يزد الشعبين إلّا صلابة.
فالحالة الأردنية وما تحمله من شرعيةٍ هاشميةٍ في مفرداتها وجذورها، بالإضافة إلى جغرافيتها، كرست وحدة صادقة عميقة الحضور والدور.
