كتاب

المشهد الأردني الآن!!

لا تنفك الأحداث السياسية حولنا وعلى الساحة الداخلية تتفاعل وبشكل متداخل؛ فاجعة السلط ونتائج التحقيقات وتحديد المقصرين، ارتفاع أسعار بعض المنتجات الغذائية، المطالبة بالاحتجاجات (والله اعلم من يقف وراءها ويخطط لها)، تطورات جائحة كورونا والوضع الوبائي والمراحل الحرجة التي تتلازم مع الموجة الثانية.

ثمة استفادة مبرمجة ومستهدفة لإثارة الفوضى والدعوة دون وجه حق للنيل من استقرار المجتمع وأمن الأردن، واستمالة أصوات تغرد خارج السرب وتتخذ من خارج الأردن ساحة لها ومطبخاً لصناعة مقاطع الفيديوهات وبث الرسائل السلبية والمغرضة.

المشهد السياسي الأردني الآن يشهد حركة واسعة ومن الحكومة لإرساء مفهوم جديد للتنمية الإدارية وفق المتغيرات على الساحة المحلية، والدعوة المتكررة للإصلاح الإداري في القطاع العام والقطاع الخاص لمعالجة الخلل الناتج عن سوء الإدارة، والفساد الإداري وسوء الائتمان وعدم تحمل المسؤولية والتقصير في القيام بالواجبات وفق المتطلبات الوظيفية.

لم تكن المعارضة السياسية سوى نهج وطني للمساهمة الإيجابية تجاه مختلف الملفات المحلية، والتي تعود بالضرورة بالنفع على المصلحة العليا للدولة، وفي مختلف القطاعات وعلى جميع المستويات ولهذا لا نتصور أبداً أن تكون الدعوة للمعارضة أداة للتخريب.

الأجندة الخارجية والمحلية، تحاول الاستفادة من مجريات الأحداث على الساحة المحلية لشراء بعض الأصوات والفئات واستغلالها للقيام بأعمال الفوضى والفتن وإثارة النعرات.

لا يمكن التصور أن من يتصدر المشهد خارج الأردن يريد مصلحة المواطن الأردني الأصيل، وأنه يشعر بطبيعة همومه ومعاناته اليومية ومطالبه المشروعة، ولا يمكن التصور بأن الحرص على الوطن لا يكون إلا ممن يعيش داخل الأردن ويصبر ويتحمل ويكشف الواقع دون لف ودوران ودون غاية وثمن.

صوت الحق المطالب بما يجول في خاطر وواقع المواطن، هو الأجدر بالتحليل والمتابعة والاهتمام بمطالب واقعية، وإلى حلول مناسبة، وإلى أفكار قابلة للتطبيق والتنفيذ على أوسع نطاق وفي الميدان.

المرفوض والمستهجن هو الغمز واللمز دون ضوابط وأدلة، والاكتفاء بإثارة ردود الفعل الغاضبة، ولصق وكيل التهم بدافع الوطنية المزعومة، والتطاول على الدولة، والنظام والمجتمع.

لعل معاول الهدم العديدة والمحاولات للاعتداء على أمن واستقرار المجتمع تحتاج إلى الوعي الصادق والمخلص تجاه الأردن، عبر مشوار البناء والعطاء مع عمر الآباء والأجداد ومسيرة الدولة الأردنية.

لمصلحة من ستؤول الفوضى والاحتجاجات والمظاهرات ودعوات افتعال الأزمات؟! الخسارة حتماً ستكون فادحة لا قدر الله لو تم الاستماع للأصوات المعادية لكل معاني المواطنة الصالحة، التي تطالب بما هو مستطاع وهو حدود الإمكانيات المتاحة ودون مزاودة وتخوين.

بكل مباشرة ومكاشفة وصراحة وفي هذا الوقت بالذات، لا مجال سوى للتعاون والتنسيق والتضحية والرجاء والتكاتف والتعاضد والتكافل، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ولا مجال أبداً سوى للبعد كل البعد عن الفوضى.

بكل وفاء لنحافظ على الأردن كما يستحق، ونستحق جميعاً العيش على ثراه الطهور بعزة وشموخ.

fawazyan@hotmail.co.uk