كتاب

علينا الانتباه والحيطة والحذر

نعود إلى أصل الحكاية عندما تداهمنا الأزمات؛ وتبقى الحقيقة أن هناك من لا يروق لهم أن يتقدم الأردن ويمضي قدما، ولهذا يكون الحصار تارة، ومحاولة استغلال مضمون ما نتعرض له تباعا تارة أخرى.

ولعله السيناريو الذي أشار إليه سيدنا في حديث سابق وبين تفاصيل ذلك من ترتيب مبرمج للهجوم على الأردن واستغلال ما يمكن الاستفادة منه والمراهنة على مقدراته ومكونات مجتمعه وعلى مدار العام، تظهر العلامات فجأة وتبدأ بمحاولة الخراب وهكذا يتكرر السيناريو دون هوادة.

علينا الانتباه والحيطة والحذر مما يحاك للأردن نتيجة مواقفه المعلنة والتي لا تعجب العديد ممن لا يتقنون فهم الأمور بروية وحكمة ويقين وثبات بأن الأردن وجد ليبقى أنموذجا للاستقرار وصامدا في وجه التحديات الجسام.

من يقرأ مذكرات جلالة الملك عبد الله الأول يستطيع ادراك فلسفة السياسة الهاشمية التي كانت وما تزال أردنية عربية راسخة ومتوازنة ويرجع الجميع ذلك لحنكتها وعظيم شأنها في إدارة الأمور والشؤون ومقاليد الحكم.

ركائز الدولة الأردنية هاشمية في الأصل ويسجل للدوحة الهاشمية رجاحة القول وسداد الرأي وسمو التعامل مع الجميع ويسجل لهم أيضا ودوما الحكمة في التعامل مع جميع الملفات برؤية ثاقبة.

ومن يتابع المحاولات الفاشلة التي تدار في الظلام ضد الأردن، يستطيع ملاحظة حجم الهجمات الشرسة على هذا النموذج العربي الأصيل والذي تعدى وتجاوز عن الكثير لاجل أن تبقى وتستمر المسيرة وهذا ما كان وسيكون على الدوام بعون الله.

اجندة عديدة داخلية منها وخارجية تحاول وفي كل مناسبة الاستفادة من الظروف الراهنة وبكل وضوح تتصدرها الهمجية الاسرائيلية لمواقف جلالة الملك والدولة الأردنية والشعب العربي الحر حول الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وموقف الأردن تجاه حل الدولتين كاساس لعملية السلام العادل والدائم ومواقف الأردن المعلنة والصريحة حول القضايا والملفات في المنطقة والعالم.

لماذا الإصرار على تسمية الحراك بغير ما يهدف إليه للوصول، الجميع يعاني ويرغب في الإصلاح ولكن ليس بهذه الصورة من الانفعال والتطاول والتخريب والحقد الأعمى والانصياع لأصوات ليست نظيفة على الإطلاق.

علينا الانتباه والحيطة والحذر، ولا بد من مساهمة ومشاركة الحكماء والعقلاء في جميع أرجاء الأردن الغالي للوقوف صفا منيعا امام تلك المحاولات البائسة لكسب الردود الانفعالية وتهويل الأمور والصيد في الماء العكر.

لا نخفي ما نواجه من مشكلات وأزمات وعقبات وتداعيات، ولكن ذلك لا يمنع من إسكات الضجيج من حولنا سواء في الداخل والخارج، ولا يوجد ادنى سبب مهما كان المبرر للاعتداء على رجل أمن أو مواطن يقوم على خدمتنا والسهر على راحتنا. نحتاج إلى إعلام مساند ليساهم في الدفاع عن الأردن العزيز والذي صمد وظل عنوانا عربيا لا يقبل القسمة ولا يرغب أبدا في دخول المتاهات السياسية وعلى حساب مبادئه الراسخة، ونحتاج لوعي تام وحقيقي للقناعة بعدم نشر ما يشاع وبلهفة واستمتاع، فهو هو الأردن يبقى في سجل التاريخ ونذهب نحن في عالم النسيان. علينا?أن نتقي الله في وطننا، وفي كل شبر عمرناه بسواعدنا وحرصنا وسهرنا وصبرنا وانتظارا لنراه على أفضل صورة وأحسن حال. علينا ان ننتبه؛ المخفي للأردن ليس بالسهل، علينا الحيطة والحذر لا محالة، حمى الله الأردن وقيادتنا الهاشمية وأسرتنا الأردنية الواحدة الشامخة العربية الاصيلة.

fawazyan@hotmail.co.uk