تتلخص أهم إجراءات تدريس استراتيجية إدارة الوقت في تنمية الوعي لدى الطلبة عن أهمية استثمار الوقت، وذلك عن طريق تسجيل هؤلاء الطلبة لأنشطتهم خلال أوقات اليوم المختلفة، ووضعهم لنجمةٍ هندسيةٍ مقابل كل نشاطٍ أو عملٍ لهم مقروناً بالوقت المحدد له، ووضعهم أيضاً لعلامةٍ مميزة أُخرى كالدائرة أو المثلث أو المربع، وذلك للأعمال أو الأنشطة الطارئة التي تتمشى أو تتعارض مع الأنشطة التي تمّ تحديدها من قبل، وسؤال المعلم لطلابه عن كيفية تأثير الجدول الزمني الذي أعدهُ سابقاً في الخيارات المطروحة لديهم من أجل إنجاز الأعمال ضمن?الأوقات المحددة أم لا، وسؤال المعلم لطلابه أيضاً عما هم فاعلين في الأوقات التي تمّ تحديدها لإنجاز عملٍ أو نشاطٍ أو مهمةٍ ولم يتم تنفيذ أي منها، وسؤال المعلم لطلابه كذلك عن الأمور أو الأشياء التي حالت أو تحول دون إنجاز المسؤوليات أو الأعمال أو الأنشطة المهمة في الأوقات المحددة لها حسب الجدول المعد مسبقاً، وذلك من أجل تحديد مهامٍ أخرى تساعد في إنجاز هذه المسؤوليات أو تحقيقها، وسؤال المعلم لطلابه أخيراً عن الأشياء الضرورية التي يرغبون في أدائها أو إنجازها ضمن وقتٍ أو أوقاتٍ محددةٍ ولم يستطيعوا تحقيق ذلك.
ومن الإجراءات التدريسية الأخرى أنه ينبغي على الطلبة تسجيل جميع الأنشطة أو المهام أو الأعمال الواجب عمل جدولٍ زمنيٍ لها والأخرى الواجب إنجازها، وتحديد أفضل الأوقات المناسبة لإنجازها، وذلك عن طريق استخدام قائمة تدقيقٍ خاصة، واستخدام نتائج قائمة التدقيق من أجل تحديد أكثر الأوقات فعالية للاستخدام خلال اليوم الدراسي، وتحديد الأولويات في القائمة التي تم تطويرها من قبل، وذلك عن طريق وضع الأمور الواجب إنجازها أولاً، ثم الأمور التي نرغب في إنجازها ثانياً، وعمل ثلاثة جداول بالأولويات، يركز الأول منها على قائمة الأعم?ل اليومية المطلوب إنجازها مع تحديد وقت كل عملٍ منها، ويدور الثاني حول أجندة أعمال اليوم المدرسي، في حين يهتم الثالث بجدولٍ اسبوعي للأعمال المطلوب إنجازها، مع الأوقات أو الأيام الواجب انجازها فيها، وأخيراً العمل على تقييم الأُمور أسبوعياً، والاستفادة من تلك التجربة في وضع جداول زمنية جديدة للأيام أو الأسابيع المقبلة.
وتتم عملية ربط مهارة إدارة الوقت بكلٍ من المنهج المدرسي والمنهج الجامعي عن طريق التفكير بإنسانٍ خيالي، ووضع جدولٍ زمني بالأوقات المناسبة له لإنجاز أعماله وأنشطته، وتشجيع الطلبة على عمل خطةٍ يوميةٍ للتسوق، تشتمل على الأوقات المطلوبة لقراءة الإعلانات التجارية، مع ربط ذلك بأوقاتٍ محددةٍ خلال يومٍ واحد، وتحفيز الطلبة على عمل جدولٍ زمني يتم فيه توزيع الأنشطة والأعباء المدرسية والعائلية والاجتماعية والشخصية، والطلب من التلاميذ تطوير بعض الاستراتيجيات لتقليل أثر الناس الذين يحاولون إضاعة الوقت في تحقيق الأولويات?من المهام أو الأنشطة، الضرورية منها أو غير المرغوب فيها.
أما عن مصفوفة إدارة الوقت، والتي ينبغي أن يحرص عليها كل فرد منا في حياته اليومية أثناء تفاعله داخل المجتمع المحلي الذي يعيش فيه، فيمكن توضيحها كالآتي:
أولاً: أمور عاجلة ومهمة: وتتلخص في المناسبات الاجتماعية، والاستعداد للسفر، والأحداث أو الأُمور الطارئة، والاختبارات المتنوعة.
ثانياً: أمور عاجلة وغير مهمة: وتتمثل في اللقاءات العادية وطلبات العائلة، والمقاطعات التي تحدث خلال الاجتماعات مثل المكالمات الهاتفية، وزيارات الاخرين الطارئة.
ثالثاً: أمور غير عاجلة ومهمة: وتتمثل في القيم المهمة التي تلعب دوراً في حياتنا أولاً بأول، وكذلك الدراسة أو المذاكرة اليومية، وبناء العلاقات الوثيقة مع الآخرين.
رابعاً: أمور غير عاجلة وغير مهمة: وتتمثل في مضيعات الوقت المختلفة وما أكثرها وأهمها المشاهدة المفرطة للتلفاز، والاستعمال الزائد عن اللزوم للهاتف الجوال، والاستخدام شبه المتواصل للحاسوب الشخصي ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
أما النصائح العشر للاستثمار الأمثل للوقت فتتلخص في الآتي:
الاحساس بقيمة كل دقيقة تمر على الفرد: وهذا يتطلب ضرورة أن يكون حساب الوقت من جانب الفرد بالدقائق بالدرجة الأساس، وليس بالساعات أو الأيام أو الشهور أو السنوات، التي تعني في طياتها هدر الوقت الطويل، واستثمار الوقت بقيمةٍ أقل بكثير من قيمتهِ الحقيقية، لأنه في إنجاز المسؤوليات والأعمال المهمة أو الخطيرة، فإن لكل دقيقةٍ حسابها الثمين Minute Counts Every، وكلما تعرف الفرد على وقته المتاح بدقائقه الكثيرة أو القليلة، استطاع استثمار ظروفه وإمكانياته بفاعلية كبيرة.
العمل على النظر الى الوقت كقيمة: فإذا أصبح لدى الفرد اتجاه إيجابي نحو الوقت باعتباره قيمة كبيرة في حد ذاته، فسوف يحرص على استثماره الاستثمار الأمثل، لأن ضياعه بالنسبة للفرد يصبح خسارة جسيمة في ضوء النظر إليه كقيمةٍ فعليةٍ في الحياة اليومية.
وضع أهدافٍ محددةٍ من وراء استثمار الوقت بشكلٍ يتم فيها تحقيق العديد من الرغبات: فإذا قام الفرد بتحديد وقتٍ معينٍ لأداء مهمةٍ ما أو نشاطٍ بعينه، فإن عليه أن يعمل على صياغة أهدافٍ دقيقةٍ يسعى لتحقيقها من وراء ذلك، على أن يحقق من ورائها طموحاته أو رغباته، لأن فيها نوعاً من التعزيز الكبير الذي يدفع لإنهاء تلك المهمة أو ذلك النشاط، بالوسائل والإمكانيات التي تساعده على ذلك. وفي الوقت نفسه، على الفرد أن يكون صادقاً مع نفسه إذا لم تكن لديه القدرة على تحقيق بعض الأهداف، مما يدفعه إلى تحقيق ما هو قادرٌ على تحقيقه م? تلك الأهداف، مع ترك الوقت الباقي لتحقيق الأهداف الصعبة بعد استشارة الآخرين أو التعامل معهم.
ضرورة جعل الأهداف شهرية أولاً: فعندما يصنع الفرد لنفسه أهدافاً شهريةً منتظمة، فإنه يؤمن في الواقع بالتخطيط للمستقبل، والسعي لتوفير الظروف والإمكانيات اللازمة لتحقيقها ضمن فترةٍ زمنية معقولة، دون التعرض لضغوطٍ نفسيةٍ وجسديةٍ كبيرة، كما هو الحال في الأهداف اليومية. كما أن الأهداف التي تكون مدتها أكثر من شهر، فإنها تصبح غامضةً وتتعرض للتغيير في ضوء الظروف المتقلبة من وقتٍ لأخر.
الاحتفاظ بدفتر ورقي أو الكتروني لتسجيل المواعيد: فبعد أن أصبحت ظروف الحياة معقدة، وبعد أن كثرتْ العوامل التي تجعل من وقت الإنسان اليومي لا يكفي لإنجاز ما هو مطلوب منه، وبعد أن تعددت المواعيد الخاصة والعامة، فقد أصبح وجود وسيلةٍ لتنظيم هذا كله ضرورياً. وكم كان وجود دفتر صغير لتثبيت المواعيد الإسبوعية والشهرية أولاً بأول ضرورياً وفعالاً. وبعد أن غزت الأدوات والأجهزة الالكترونية والهواتف الذكية والحواسيب الشخصية الصغيرة، فقد أصبح من الضروري كتابة جميع المواعيد ضمن هذه الادوات، مقرونة بنغماتٍ صوتية أو موسيقية? تعمل على تذكير صاحبها إلى ضرورة إنجازها في مواعيدها المحددة من قبل.
جعل التقييم للنتائج التي يتم التوصل إليها شهرياً: وهنا، فإن على الفرد أن يحدد من خلال متابعته لإنجاز المهام الموكل بها، أن يعرف تماماً فيما اذا كان قد وصل إلى أهدافه أم لا . وكلما كان هذا التقويم شهرياً للنتائج العامة كان أسهل له لتحديد الثغرات، وإصلاح العيوب، وتحقيق معظم إن لم يكن جميع الأهداف التي وصفها مسبقاً. كما تظهر من عملية تقييم النتائج شهرياً مدى التقدم الذي حصل، حتى لو لم يتم تحقيق بعض الأهداف منها، لأن مجموع ما يحقق خلال الشهر يكون مدعاة للطمأنينة والثقة بالنفس، بأن ذلك الشهر قد تم فيه قطع مشوار? كبيرٍ، وإذا ظهرت بعض العقبات، فإنه يمكن تفاديها خلال الشهر الذي يليه.
ربط الأنشطة مباشرة بالأهداف: وهنا، فإن على الفرد تجنب الأعمال اليومية المليئة بالمتطلبات الروتينية، وربط الأنشطة أو المهام التي يود القيام بها بالأهداف التي صاغها من قبل، وبخاصة تلك التي توضع ضمن الأولويات في التنفيذ، مع العلم دائماً بأن ربط الأنشطة بالأهداف يؤدي إلى إنجازها بسرعةٍ وبشكلٍ أكثر دقة.
إعتبار تقييم الوقت على أنه جزء من الأنشطة: فإذا ترسخ للفرد عادة تقييم الفرد كجزء من النشاط، تصبح العلاقة وثيقة بين قيمة الوقت وبين تحقيق ذلك النشاط، مما يدفع الى ابتكار وسائل جديدةٍ للاستثمار الأمثل للوقت من أجل تحقيق النشاط المنشود.
الاقتصاد في النظر الى الساعة: إذ لا بد من التحرر من سيطرة الساعة اليدوية أو ساعة الحائط أو ساعة الهاتف الخلوي أو ساعة الحاسوب الشخصي، وذلك حتى لا يكون الفرد أسيراً للضغوط النفسية الناجمة عن اختصار الوقت. فحرية الفكر قد تحتاج الى هدوءٍ خالٍ من الضغوط حتى يبدع الإنسان بشكلٍ أفضل، كما أنه إذا كان الاجتماع بحاجةٍ إلى ساعةٍ وانتهت مناقشته في نصف ساعة، فلا داعي لتطويل تلك المناقشات من دون أي مبرر مقبول.
ضرورة أن يدرك الفرد أنه لا يملك من الوقت إلا الحاضر منه: فعلى الفرد أن يتأكد بأن الماضي قد أصبح خارج ممتلكاته ولا سيطرة له عليه، ولا يستطيع أن يفعل فيه شيئاً ملموساً، وليس من ذلك الماضي غير الدروس والعِبَر المستفادة بالدرجة الأساس، وأن الحاضر هو الذي يستطيع استثماره بفعالية كبيرة من أجل مستقبلٍ أفضل إذا أُحسِنَ التخطيط الدقيق لهذا الحاضر.
profjawdat@yahoo.com
تدريس الوقت ومصفوفته والنصائح العشر لاستثماره
12:00 16-3-2021
آخر تعديل :
الثلاثاء