لم تنقطع الانتهاكات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك -الحرم القدسي الشريف، كان آخرها تعدّي الشرطة الإسرائيلية على صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية وتعطيلها لأعمال الترميم في مسجد قبة الصخرة المشرفة.
التصرفات تلك مرفوضة ومدانة وعبثية وغير مسؤولة تجاه المسجد الأقصى المبارك – الحرم القدسي والذي تبلغ مساحته 144 دونما وهو مسجد خاص بالمسلمين ويقع تحت سلطة إدارة اوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية وهي السلطة الوحيدة المسؤولة عن الحرم القدسي الشريف ورعايته والاشراف عليه.
يتواصل الاحتجاج الأردني وعبر القنوات الدبلوماسية والمطالبة للسلطات الإسرائيلية الكف عن الانتهاكات والاستفزاز المستمر للمشاعر الإسلامية والاعتداء المتكرر وعدم احترام الوضع القائم التاريخي والقانوني وعدم التقيّد بالالتزامات بموجب القانون الدولي؛ الانتهاكات تعبير عن قوة قائمة بالاحتلال في القدس الشرقية المحتلة.
هذا من جانب ومن جانب آخر منعت السلطات الإسرائيلية لجنة اعمار الخليل من استكمال اعمال الترميم والصيانة في الحرم الإبراهيمي التي تشمل «اعمال صيانة وترميم على سطح الحرم، وطلاء الجدران، وتنظيف الحجر بالشيد، والنقوشات الإسلامية التاريخية» وغير ذلك من الاعمال الفنية، بحجة عدم حيازتهم على تصريح خاص بذلك من الجهات المختصة.
تأتي هذه الإجراءات في إطار فرض السيطرة واحكام الهيمنة على الحرم الإبراهيمي والعمل على تهويده عبر المحاولات السابقة وعلى مر السنوات منذ عام 1967 وحتى الآن من محاولات التقسيم ومنع المصلين من الدخول للصلاة في الحرم وإجراءات تعسفية طويلة وتنصب في الاستيلاء على هذا المعلم الإسلامي الأصيل.
على صعيد متصل وتنفيذاً لتعليمات غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، أودعت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية أخيراً، مبلغ مليونين ومئة ألف شيكل في المحكمة المركزية الإسرائيلية، وذلك بدل كامل إيجارات فندق الامبيريال لحمايته في حال قررت المحكمة في قضية صفقة باب الخليل المشبوهة لصالح جمعية عطيرات كوهانيم الاستيطانية.
الانتهاكات مستمرة وبشتى الاشكال والوسائل ومنها إضفاء الصفة القانونية على المشاريع الاستيطانية وإقامة الحواجز الأمنية المشددة والاعتداء على الوقف العام والتصدي لمحاولات الحفاظ على الهوية الإسلامية والمسيحية في فلسطين.
الصبر والثبات وتوفير الدعم السياسي عبر القنوات الدبلوماسية والقانونية ومد يد العون والمساعدة في القدس الشريف وأنحاء فلسطين هو ما يقدمه الأردن في مواجهة الانتهاكات المتواصلة ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية من خلال الوصاية الهاشمية المشرفة. الانتهاكات متواصلة ومستمرة والجهد الأردني بالمرصاد لفضح تلك الانتهاكات وإيقافها مهما كانت الصعوبات والتحديات والعقبات وعلى جميع المنابر والمنتديات والمؤتمرات واللقاءات الدولية كافة جنبا إلى جنب مع تطلع الاشقاء في فلسطين إلى تقرير مصيرهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
fawazyan@hotmail.co.uk