كتاب

ونمضي والمسيرة قدماً

نمضي والمسيرة قدما منذ أن كان الزمن صعباً وما زال وجميلاً في ذات الوقت ومنذ أن تم إعلان تأسيس الإمارة وحتى اللحظة من دور الأردن المحوري في المنطقة والعالم على حد سواء.

نعود الآن لما قبل مئة عام ونتابع الرؤية الذكية للأمير عبد الله الأول والتي شهد له بها الوطن العربي وبحنكته السياسية للخروج من قواعد الصراع الإقليمي بالاستقلال بالمملكة الأردنية الهاشمية، مملكة ترنو إلى التقدم والتطور.

على الرغم من كل محاولات التشكيك والطعن والإساءة، إلا أننا نمضي قدما في مسيرة مهد لها الملك عبد الله الأول والملك طلال والملك الحسين ويتعهد المسيرة بالرعاية والاهتمام جلالة الملك عبد الله الثاني بنفس وقوة وعزم وتصميم.

ما تحقق الكثير عبر السنوات المئة السابقة من خلال منعة واستقرار النظام السياسي وبما من معطيات راسخة في التاريخ الأردني عبر المساجلات في عهد الإمارة والمملكة والدستور وعبر حقبة من المحطات الصعبة والشاقة من البناء والعطاء في المجالات كافة ومن أهمها التعليم والصحة والتنمية.

سرد تفاصيل التاريخ الأردني للأجيال الشابة الآن ليس بالمدح والنفاق والمبالغة للدولة الأردنية كما يحلو للبعض الانتقاص من الإنجازات على مدى مراحل تطور نظام الدولة ورفدها بالعمل المؤسسي منذ مئة عام وأزيد قليلاً من المسيرة.

نواجه اليوم العديد من تحديات العطاء وليس الوجود في محيط مشتعل وملتهب من تغير الموازين والمعادلات والبدائل المتاحة والتي تفرضها الظروف المحلية والعربية والدولية ليس على الأردن وحسب ولكن على العالم لمراجعة شاملة لمفهوم الأمن الشامل والمنظومة العولمة الدولية والمنعطفات القادمة تحديدا بعد جائحة كورونا.

بين جريدة «الحق يعلو» التي أعلنها الملك المؤسس وكتاب فرصتنا الأخيرة لجلالة الملك المعزز، نقف معا لنمضي في مسيرة التقدم نحو المستقبل من خلال تحديات متنوعة ومتشعبة في المجالات والمستويات كافة.

لا بد من عرض ما تقدم للأجيال الشابة بأسلوب فيه الكثير من الإيجابية والتفاؤل ورصد ما تحقق من خلال مضمونا مدعما بالمعلومات والمنطق والوثائق والحكايات الموثقة برواية مناسبة ودقيقة وبأسلوب جذاب؛ لم تشهد الأجيال الفتية والشابة تلك المراحل من محطات النمو والتطور وتحتاج إلى المزيد من الإيضاح والبيان والتركيز.

نمضي قدما نحو المستقبل بعد أن تعدينا فترة الانتداب إلى عهد الاستقلال وبناء الأردن الحديث وإرساء مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والسياسية وأرث شامخ من الإنجاز التاريخي المشرف.

نمضي قدماً في مسيرة تحتاج منا إلى إنصاف وتقدير بكل معنى الكلمة والفعل والمصير، نمضي قدما بمسيرة أردنية تستحق من الجميع الوفاء والانتماء للمئوية الأولى وتلك الثانية التي سوف ترحب بنا عما قريب ونعبرها الى التاريخ الخالد.

fawazyan@hotmail.co.uk