في اليوم العالمي للطفل والذي يصادف 20 تشرين ثاني يتم التركيز على بناء وعي عالمي بضرورة بناء تقارب وموازنة في الظروف التي يعيشها الأطفال في بلدان العالم اجمع، وصيانة حقوقهم في حياة كريمة آمنة، وحصولهم على غذاء متكامل، ورعاية صحية تجنبهم الأمراض والأوبئة، وتعليم نوعي يفتح لهم آفاق مستقبل مزدهر.
مؤسسات دولية عديدة وفي مقدمتها اليونيسف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) تبذل جهوداً كبيرة لحماية حقوق الأطفال وخلق توازنات في هذه الحقوق عبر دول العالم، ولكن في الغالب تنهار هذه الجهود بسبب الحروب والصراعات السياسية في بقاع عديدة حيث يكون الأطفال هم الفئة الأكثر تضررا ومعاناة نتيجة لهذه الحروب، فتزداد فرص إصابتهم بالأمراض والأوبئة ونقص التغذية وترتفع معدلات الوفيات بينهم، عدا عن انحسار فرص حصولهم على تعليم وتأهيل مناسب.
لذلك وفي ظل جائحة كورونا تبنت منظمة اليونيسف بمناسبة اليوم العالمي للطفل دعوة لتوجيه انتباه دول العالم أن ثمة خسارة وشيكة ومدمرة ستقع إذا لم نتصرف، ففي الوقت الذي تضخ الدول مليارات الدولارات لإنقاذ الاقتصاد تغفل ضياع جيل من الأطفال يتكبد وفقاً لليونيسف الوطأة الأشد جراء هذه الجائحة.
وتدعو «اليونيسف» من خلال خطة مقترحة لأصحاب القرار في العالم لتحقيق تنمية مستدامة تراعي حقوق الأطفال أن يتم الاستماع إلى الأطفال واليافعين وإشراكهم في صنع القرارات فهم من سيعيشون في ظل تأثير الجائحة لعقود قادمة وخاصة الأطفال الأكثر تأثراً ممن ساءت ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.
ضمان أن جميع الأطفال يتعلمون، كان أول توصيات الخطة المقترحة لأصحاب القرار كون نسبة من الأطفال في أماكن عديدة من العالم لم يتمكنوا من الوصول إلى التعليم الرقمي في أثناء إغلاق المدارس، ويخشى من عدم عودة بعضهم للمدارس وخاصة الإناث، وتوصي اليونيسف ضرورة الإسراع في العودة إلى فتح المدارس واتخاذ كافة التدابير الصحية الممكنة، إلى جانب تعزيز فرص التعليم النوعي الجيد، وخاصة الأطفال في المناطق الريفية والنائية، كما تدعو الخطة لبذل جهود ملموسة لسد الفجوة الرقمية.
كما أوصت الخطة ضمان الحصول على خدمات الصحة والتغذية وتوفير اللقاحات لكل طفل، ودعم وحماية الصحة العقلية للأطفال، كما اقترحت تبني سياسات تعكس اتجاه صعود منحنى فقر الأطفال وضمان تعافٍ شامل للجميع، كل هذه التوصيات تمثل رؤية يمكن من خلالها التعاطي السليم مع تداعيات جائحة كورونا وتحقيق تنمية مستدامة لا تغفل حقوق الأطفال بل تعزز قدراتهم على تخفيف حدة هذه التداعيات، وتوظيفها في صنع عالم تسوده قيم الإنسانية والتعاون.
Rsaaie.mohmed@gmail.com
مواضيع ذات صلة