من قبيل المصادفة أن يأتي توقيت الانتخابات في فترة زمنية متقاربة ولا أظن أن الكثير من الأردنيين حالهم كحال العرب والعالم لم يتابعوا الانتخابات الأميركية لما لها من تأثير وانعكاس على السياسة العالمية بشكل عام ومنطقتنا بشكل خاص ولقد ثبت أن دول المؤسسات تتأثر كثيرا بسياسة الرجل الأول وتوجهاته كما حدث أثناء فترة حكم الرئيس ترمب الذي لم يعبأ بشيء اسمه القانون الدولي والشرعية الدولية والأمم المتحدة. ونفذ ما يريد حتى في ظل معارضته المؤسسات التي تعمل معه والتي كان يسمع خبر إقالة بعض المسؤولين وهو خارج البلاد تماماً كما يحدث في بعض البلاد العربية.
القرآن الكريم شبّه نزع السلطة مثل (نزع الروح) وتنزع الملك ممن تشاء والصراع على السلطة والحكم والنفوذ هو مأساة البشرية منذ فجر التاريخ لا نحن ولا غيرنا سلمنا ونسلم منها.
الكل كان يتغنى بالنظام الديموقراطي بشكل عام وكنت انا مما قالوا (الديموقراطية العرجاء خير من الدكتاتورية السمينة) وألفت كتابا اسمه (الديموقراطية بين التأصيل الفكري والمقاربة السياسية) وقارنت فيه بين نظامي الشورى والديموقراطية وقلت إن الديموقراطية وسيلة حكم وبنت بيئتها وحاولت أميركا أن تثبت للعالم أن ديموقراطيتها هي أفضل صور الديموقراطية التي يجب إن تكون مثالا يحتذى. وبدأنا نسمع من أعلى سلطة في البيت الأبيض عبارات (سرقة الانتخابات) (سرقة الصناديق) (حرق الصناديق) (الولاية العفنة ذات السمعة السيئة يقصد ولاية بنسلفانيا) (ورفض تسليم السلطة) أي أن مبدأ التداول السلمي للسلطة أصبح محط نظر بحيث أصبح النظام الانتخابي برمته محل اتهام. خطر ذلك أن الولايات المتحدة وكما تنبأ الكثير من المفكرين قد يصيبها ما أصاب الاتحاد السوفييتي، وأن هناك قوة خفية أكبر من السلطة أزاحت دولاً من حيث القوة من على خارطة العالم وأن أميركا لن تسقط من الخارج وإنما ستتفكك من الداخل وهو ما يمثل حالة الاستقطاب الحاد في المجتمع الأميركي الذي نشهده الآن وهو ما يفسر ايضاً ميل الرئيس ترمب إلى كل شخص حاكم ينفرد بالسلطة ويدعمه لإن ذلك ينسجم مع تفكيره.
أعود للانتخابات الأردنية واقتبس ما حدث بعد حروب الردة بعد أن أعلن مسيلمة الكذاب ادعاء النبوة وجهز أبو بكر جيشاً بقيادة خالد بن الوليد لمحاربته لإنه انتفض ايضاً على الدولة قيل لبعض اتباعه ما رأيك بما يجري قال عبارته المشهورة (كاذب ربيعه خير من صادق مضر) إذن شعار القبيلة هو العمق وسيكون لدينا ممثلون للعشائر بكل مكوناتها وعليه بدلاً من أن نتعب انفسنا (بأحزاب) لا عمق لها في أرض الواقع، علينا أن نعود إلى تنمية مؤسسة العشيرة على الأقل كي تفرز أفضل ما عندها خدمة للوطن كي يستطيع العقلاء من ابناء العشائر أن يرمموا ما يمكن ترميمه من آثار الانتخابات السابقة التي لا شك أنها تركت شروخاً كبيرة لا يمكن تصورها.
مواضيع ذات صلة