تدخل المرأة سن الأمل طبياً عند انقطاع الدورة الشهرية عنها لمده سنة كاملة و تفقد قدرتها على الحمل والانجاب، وعادة ما تدخل المرأة ذلك السن في عمر ما بين الاربعين والخمسين، و يتحكم بذلك عوامل كثيرة من بينها العامل الوراثي وبعض الأمراض التي يمكن أن تصاب بها المرأة سواء كانت أمراضاً عضوية أو نفسية.
وكذلك تؤثر طبيعة البيئة والمناخ السائد في البلد التي تعيش فيه في ذلك.
وفي الموروث الشعبي يعتقد بان المرأة غير القادرة على الانجاب بسبب بلوغها هذا السن قد أدت مهمتها في هذه الحياة وأصبحت الآن فاقدة لاعظم مهمه في حياتها وهي الحمل والانجاب،وهذا الكلام غير صحيح فإنه وعلى الرغم من صعوبة هذه المرحلة إلا أنها لا تعني انتهاء مهمة المرأة بمجرد توقف قدرتها على الانجاب فمن قال بان الانجاب هو المهمة الوحيدة لتلك الشجرة المثمرة الدائمة الخضرة.
فهي لا تزال وسوف تبقى مربية الاجيال، والحاضنة للاولاد والاحفاد،الناصحة لهم بود المعطاءة بلا حدود و الجميلة في كل حالاتها.
و لو اقتصر مفهوم العطاء على الحمل والانجاب فذلك ظلم كبير يقع عليها، و يحدث ضرراً ملموسا في صحتها النفسية،لذلك لابد من الاهتمام أكثر بهذه المرحلة العمرية من حياة المراة، وذلك الاهتمام يجب ان يكون في زيادة وعي المرأه لنفسها لمعرفة كيفية التحضير والتهيئة لمثل هذه المرحلة ووعي محيطها واسرتها ايضا الذين تقع على عاتقهما مسؤولية مساندة المرأة عاطفياً ونفسيًا لعبور تلك المرحلة وتخطيها بسلام.
ماهي اعراض هذه المرحلة
تبدأ الأعراض ما بين عمر الخامسة والاربعين الى الخمسين سنة تقريباً، وهناك عدد من النساء تبدأ معهن العوارض بسن أكبر أو ربما بعد سن الخمسين لكن تقدم أو تاخر الأعراض لا يؤثر بكونها واحدة وهي على النحو التالي:-
-ظهور ما يسمى «هبات حرارية» وهي شعور المرأة بوجود حرارة في كامل جسدها كما ولو أنها قامت بمجهود جسدي مرهق، وربما يصاحبها تعرق او خفقان في القلب تظهر عادة عند اقتراب موعد «الدورة الشهرية».
-بسبب تغير مستويات هرمون الاستروجين فإن الاماً قد تصيب الثدي بالاضافة الى الشعور بالانزعاج وعدم الارتياح في تلك المنطقة.
-تقلب المزاج خصوصاً نهارا وربما تغير في الشهية تجاه الطعام واكتئاب يصاحبه ضعف في التركيز.
-تغيير في الكتلة أو الكثافة العظمية وربما اصابته السيدة بمرض هشاشة العظام.
-جفاف البشرة وظهور التجاعيد بسبب نقص الكولاجين وربما ظهور مشاكل بالمفاصل.
-تغيير في معدل الكولسترول الضار في الدم مما يعرض المرأة الى نوبات قلبية مفاجئة.
-حدوث«الشقيقة» أو الصداع النصفي ويعزى ذلك الى التغيرات الهرمونية المصاحبة لتلك المرحلة.
-تغيرات في العادات اليومية مثل النوم مما يؤثر في مزاج المرأة ومعاملتها مع المحيط.
ولأن المرأة تحظى بمكانة مهمة جدا في مجتمعنا وتؤثر بنا سواء كنا أفراد داخل أسرتها أو محيطها، فلا بد ان ننصحها باجراءات تسبق وصولها لتلك المرحلة التي افضل ان نطلق عليها سن «الأمل» او سن «قطف الثمار».
و تلك النصائح تحافظ على صحتها الجسدية تليها نصائح نفسية لتساعدها على تخطي هذه المرحلة بأمان:-
-اهتمامها الدائم بصحتها الجسدية وعمل فحوصات مخبرية دورية وعدم اهمالها لصحتها ابدا.
-الحفاظ على ممارسة الرياضة حتى وان كانت رياضة المشي والانتباه لوزنها بأن لا يتجاوز الحد الطبيعي المتناسب مع سنها وطولها.
-اهتمامها بالغذاء الصحي المتوازن قدر الامكان المحتوي على نسبة عالية من البروتين سواء أكان حيوانياً أم نباتياً وتقليلها من المشروبات المحتوية على الكافيين والمشروبات الغازيه مع شرب قدر كبير من الماء والسوائل.
-اهتمامها بترطيب بشرتها وتغذيتها سواء كانت عن طريق المكملات الغذائية او الكريمات المرطبة.
أما من الناحية النفسية فلا بد لنسائنا من اتباع ما يأتي:
-اشغال نفسك بكل ماهو مفيد بحيث يكون لك نشاطات تطوعية مهما كانت بسيطة تعود عليك بالتعزيز الداخلي.
-انجاز المهام جميعها بحب وبكل ايجابية والابتعاد عن التذمر والشكوى «سواء كانت المرأة عاملة أو ربة بيت».
-تعزيز الناحية الايمانية والروحانية والتمسك في المعتقدات الدينية وحسن الظن بالله عز وجل دائما وابدا.
-انتقاء المحيط، بحيث ان تكون الصداقات والمعارف شخصيات منتجة وذات فكر وهدف سام في هذه الحياة.
-لا بأس باللجوء لأخذ استشارة من مختص في الصحة النفسية من حين الى اخر خصوصا عندما تنتاب المرأة مشاعر مثل الحزن، الخوف، القلق.
محطات الحياة كثيرة وفي كل محطة ننتقل لما يليها بخبرات جديدة تكسبنا الثقة بالنفس لتخطي التالي. وان مرحلة انتقال المرأة إلى سن الامل او قطف الثمار هي مرحلة على الرغم من بعض الصعوبات الجسدية والنفسية المصاحبة لها، إلا انها سوف تمر بسلام باذن الله خصوصاً ان اتبعنا الخطوات التي ذكرناها. ولابد ان تتذكر المرأة ان في هذه المرحلة جنياً لثمار كثيرة، فالطفل أصبح شابأ كما كانت تحلم يوما أن تراه، وصغيرتها اصبحت أما جميلة، وعلاقتها بالمحيط أصبحت اكثر نضجًا وسلاما وتفهما عما سبق من مراحل عاشتها، وعلاقتها برفيق دربها باتت?اكثر ثباتا واستقرارا، واحساسها بوالديها وتعبهم في التربيه والعطاء اصبح ملموساً بشكل أكبر، لتزداد دعواتها لهم بالصحة والحفظ او الرحمة والمغفرة.
حفظ الله المرأة في كل مراحل حياتها وجعلها نورا يهتدى به ونسمة لطيفة في حياة والديها وزوجها واخوتها وابنائها وكل من قد يقابلها في حياتها.
أخصائية العلاج السلوكي
مواضيع ذات صلة