أشواقنا وتمنياتنا تتجه نحو تونس العربية الغالية، التي تفتح أحضانها للأشقاء الليبيين من كل الاتجاهات السياسية والمناطق والقوى الأجتماعية، لادارة حوار شامل، من المأمول أن يكون تتويجاً للقاءات السياسية الليبية التي سبق، وأن التأمت في القاهرة وجنيف والرباط وبرلين..
هذا الحوار الذي يجري بعد أن صمتت المدافع وسادت أجواء هادئة إيجابية، وبعد أن تم البحث في الكثير من النقاط العالقة التي تم الأتفاق على أغلبها في اللقاءات الآنفة المذكورة أعلاه.
وكل عربي يتطلع إلى حوارات تونس المنتظرة، برعاية هيئة الأمم و بأشراف من السيدة ستيفاني، التي أبدت نشاطاً ملحوظاً وحققت نتائج ملموسة كمبعوث أممي نزيه، تُنبئ بالنجاح بوضع حدٍ لحالة الفوضى والاقتتال التي سيطرت على المشهد الليبي منذ سقوط نظام العقيد القذافي وحتى الآن..
إن الهدف الأسمى الذي نتمنى أن يسود أجواء المتحاورين، هو الحفاظ على وحدة الشعب والتراب الليبي، وإشاعة أجواء السلام والأمن والمصالحة، وأن يتم الاتفاق على ملامح المرحلة اللاحقة ووضع مقدمات لبناء نظام بمؤسسات تنفيذية وتشريعية وقضائية فاعلة، وفق إطار دستوري يُتفق عليه، يجعل من الدولة الليبية أنموذجاً لبناء الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة، وعلى قاعدة اجتماعية من شأنها مشاركة كل الليبيين دونما إقصاء أو استثناء لأي طرف سياسي أو مناطقي كان..
إن الرهان كبير على حوارات تونس أن تخرج من إطارات النوايا إلى دائرة الفعل، بحيث يتم انتخاب مجلس رئاسي انتقالي وحكومة إنتقالية لهما صفة تمثيلية جامعة، ومن شخصيات عامة كفؤة منتمية، ترى المشهد الليبي كاملا، فتضع دستورا للبلاد ونظاما انتخابيا رئاسيا وبرلمانيا، إضافة إلى وحدة المؤسسة العسكرية والأمنية بالمفهوم الوطني الشامل..
وفي ليبيا شخصيات يُعتد بها من حيث الوطنية والكفاءة والسيرة الذاتية النظيفة، وهي موضع ثقة الشعب الليبي وذات تجربة في الإدارة والسياسة، والتي نأمل من تمكينها من إدارة المرحلة الأنتقالية المنتظرة. وأننا في مجموعة السلام العربي، نحاول منذ أكثر من عام الأتصال بأطراف المعادلة الليبية ومع البعثة الأممية من أجل أن تصل ليبيا العربية العزيزة الى بر الأمان.
وبعد، إن مستقبل ليبيا والنجاح في صياغته على نحو مناسب، يعتمد على مخرجات المرحلة الأنتقالية وكفاءة من يطلعون بالمسؤولية بها..
ننتظر حوارات تونس، التي نرجو أن ترتقي الى مستوى المهمات التاريخية، الملقاة على عاتق المتحاورين، و المأمول منهم الخروج باتفاق يُحاكي الفضاء الليبي الأوسع و به متسع للجميع..
و الله و مصلحة العرب من وراء القصد
مواضيع ذات صلة