أبواب

زخرفة الصدف.. حرفة يدوية تجمع بين أيقونة البحر وجمال منتجاته

في لحظات الجلوس على شاطئ البحر والانسياب مع روعته يجمع البعض ما يجدونه من أصداف رائعة رمى بها موج البحر على الشاطئ، يحتفظون بها كتذكار للأوقات الجميلة التي جمعتهم مع البحر، وقد يبتاع أحدهم مجسما جميلا مصنوعا من الصدف من احد المحلات او الباعة المتجولين، هذه المجسمات التي حملت تصاميم بحرية مختلفة صنعتها نساء مبدعات في تصاميم الصدف البحري ذات الأشكال المختلفة بألوانها المبهرة و تحويلها إلى تصاميم مختلفة من مجسمات، وتحف للزينة ولوحات جمالية، وحليّ، بأفكار تراثية ممزوجة بين الأصالة والمعاصرة.

وتعتبر زخرفة الصدف، من الحرف التراثية الشعبية القديمة والتي تناقلتها الأجيال جيلا بعد جيل لجمالها وروعتها .

تقول سوزان محمد ٣٥ عاما من محافظة العقبة: «لقد تعلمت زخرفة الصدف من والدتي حيث كانت تجمع الصدف البحري من الشاطئ وتقوم بتحويله إلى حليّ لنا وصنعت لي قلادة من الصدف عندما كنت في الخامسة من عمري مازلت احتفظ بها».

وتوضح: «بدأت أجمع الأصداف البحرية وأصنع منها القلائد والأساور وأرسم عليها بألوان جميلة مفعمة بالحيوية والأمل طبعا بعد تنظيفها بطرق معينة ».

وتابعت حديثها: » لم أتوقع في يوم من الأيام أن أتقن فن زخرفة الصدف لأنها تحتاج إلى مهارة عالية ودقة في العمل، ولكن أحببت أن أحسن دخلي المادي، ومساعدة أسرتي في النفقات، وأعتمد على نفسي وأصبح امرأة منتجة واستفيد من وقت فراغي بما هو مفيد».

وتضيف: «وقتها خطرت في مخيلتي أن أعمل في مجال زخرفة الصدف لحبي الشديد لها وطلبت من أمي تعليمي تلك الحرفة الفنية اليدوية القديمة من تراثنا الأصيل».

وتضيف: «لقد لاقت أعمالي ومنتوجاتي الفنية من الصدف البحري إقبالا كبيرا من قبل الزبائن المهتمين بالتراث العربي والشرقي المزخرف بالأصداف البحرية».

وتقول نانسي ضيف الله: «عندما تخرجت من الجامعة لم أجد عمل وأصبحت أعاني من وقت فراغ قاتل، وبالصدفة قرأت إعلان من خلال إحدى الجمعيات النسائية عن عمل دورة مجانية بزخرفة الصدف، وأحببت الفكرة وقررت أن أشارك بالدورة، وخلال الدورة اكتشفت انني أمتلك مواهب فنية وبالفعل ابدعت بإتقان حرفة زخرفة الصدف، وعمل منتوجات يدوية بأشكال مختلفة حيث قمت بعمل صناديق للمجوهرات، والمناديل الورقية، المجسمات، والحليّ المصنوعة من الصدف البحري».

وتضيف: «بعد إنتهاء الدورة قررت فتح مشروعي الخاص في زخرفة الصدف، وعمل أشكال مختلفة مثل صناديق الهدايا، وإطارات للساعات والمرايا من الصدف البحري بجماليات جديدة بالإضافة الى صناعة الحليّ».

وتدعو ضيف الله : «الشباب والشابات للتوجة للتعليم والتدريب المهني الحرفي، واشغال أوقات فراغهم وخصوصا بعد التخرج والتخلص من شبح البطالة الذي يلاحقهم».

وتبين أن: «من زخرفة الصدف استطاعت أن تحقق ذاتها وتعتمد على نفسها وتساعد أهلها في نفقات البيت وأصبحت شابة منتجة وتدبر مشروعها الخاص والتي تأمل في توسيعه مستقبلا» .