استمع احترم كنا هادئا... طرق إبداعية لحل المشكلات وتجنب الوقوع بها

عمان - نداء صالح الشناق

تتعدد الاتجاهات وتختلف التيارات بين الأشخاص في إطار العمل والأسرة وفي كافة المجالات الأمر الذي ينبثق عنه اختلافات بالرأي، مما يؤدي إلى ظهور خلافات ومشاكل تحتاج إلى حل بطرق إبداعية للحد من الأثار السلبية على المحيط.

فالمشاكل لم تكن إلّا لتُحَلّ، ولكن ماهي الطرق الإبداعية لحلها، فالكل يتعرض للمشاكل في حياته اليومية سواء الأسرية أوالاجتماعية والعملية، ويقف حائرا في كيفية حلها واذا بقيت من دون حل ستبقى عائقا أمام تحقيق الأهداف.

ويعرّف المدرب والخبير في التنمية البشرية الدكتور علي الجبر المشكلة: » هي الصعوبات التي تواجه الفرد أو المجموعة عند الانتقال من مرحلة إلى أخرى ؛ وهي إمّا تمنع الوصول أو تؤخره أو تؤثر في نوعيته، أو هي الشعور أو الإحساس بوجود صعوبة لا بد من تخطيها، أو عقبة لا بد من تجاوزها، لتحقيق هدف، أو يمكن القول إنها الاصطدام بواقع لا نريده فكأننا نريد شيئا ثم نجد خلافه ».

حل المشكلات

ويشير د. جبر إلى أن حل المشكلات تكمن بمجموعة العمليات التي يقوم بها الفرد مستخدماً المعلومات والمعارف التي سبق له تعلمها،والمهارات التي اكتسبها في التغلب على موقف بشكل جدي».

ويضيف :«قبل أن نبدأ بحل المشكلة يجب علينا أولا أن فهمها، ولفهم المشكلة يجب التعرف على طبيعتها،وذلك بتحديدها ثم تصنيفها على أساس من التجربة والخبرة».

كيف نواجه المشاكل؟

ينوه الجبر إلى أنه: » عندما يواجه الإنسان شيئاً يمنعه من الوصول إلى هدفه أو يعترض مسيرته نحو تحقيق أحلامه، فإنه يشعر بالتوتر والإحباط وعليه هنا أن يبدأ بتفحص وتحديد مشكلته الرئيسية،وحصر المعلومات المتعلقة بها، وأن يقوم بعزل المشكلات الأخرى الثانوية،ويحاول أن يتفهم جيداً كيف نشأت تلك المشكلة؟، وما هو دوره الحقيقي فيها؟، ثم يبدأ في وضع الحلول التى تطرأ على ذهنه،ويكتب كل ذلك في مفكرته».

ويضيف: » بعد ذلك استبعد الفروض والحلول الضعيفة،وابدأ بتطبيق أفضل الحلول على أرض الواقع، وإذا لم يصلح الحل الأول، إنتقل إلى الحل الثاني،وعليك أن تعرف أن حل أي مشكلة لابد أن يتضمن مكاسب وخسائر،وكما يجب أن تدرك ضرورة أن تتعرف على القوى والأسباب التي تؤدى إلى هذه المشكلة، وأن توجد أنسب الحلول التى تمكنك من اختراق تلك القوى لتفتيت المشكلة إلى أجزاء يسهل التعامل معها».

ويؤكد د. جبرعلى: » ضرورة التفكير بهدوء والخلوة التي تمنح صاحب المشكلة ذهناً صافياُ فيرى ويحلل أسبابها بدقة بحيث يستطيع أن يتعامل مع المشكلة بدون اندفاعات حمقاء تعطل التفكير السليم،وهي من العوامل التي تؤدى إلى الوصول لحلول جيدة ومبتكرة».

أسباب حدوث المشاكل

ويشير د. جبر إلى أن: » هناك أسباب عديدة لوقوع المشكلة تنبع من خصائص المشكلة وتأثيرات البيئة ومن هذه الأسباب: تعدد الأهداف وتعارضها،وتداخل عوامل متعددة، ومحدودية الموارد المتاحة، والمحدودية النسبية للمعرفة،والغموض النسبي حيث تتصف غالبية متغيرات المشكلة المتمثلة في عواملها السببية بالعشوائية،والديناميكية وذلك نتيجة لظروف موضوعية وذاتية».

خطوات تجنب المشاكل مع الآخرين

يبين د. جبر: » بعض الخطوات التي تساعد الشخص في الوصول إلى حلول إيجابية للمشكلات منها: الأستماع إلى وجهات النظر الأخرى بشكل كامل، واحترام الخصوم، وتجنب استخدام الألفاظ،أو التلميحات الجارحة، الهدوء والثبات والثقة في النفس؛وأن يلقى البصر أثناء الحديث مع الخصم بدون استفزاز ودون أن يهتز أو ينفعل،ويجب أن يكون قادراً على إظهار الثناء والتقدير إذا استدعى الأمر، دون نفاق أو مبالغة، كذلك لابد أن يتعلم أهمية أن تعبر لحظات الغضب والضيق بسرعة،تذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسيطر على غضبه وانفعاله بقدرة رائعة».

ويقول أحد المُستشارين في مجال حلول المشكلات بالطُّرق الإبداعيّة، توماس ويديل، إن:» الخطوة الأولى في حلّ أيّة مشكلة هي محاولة تحديدها، وإعادة النظر فيها، وقد تُعتبَر هذه الخطوة من أكثر الخطوات التي يُهملها الناس عند مواجهة مشكلاتهم».

ويضيف المُستشار توماس أنّ: » معظم الناس يقفزون إلى البحث عن الحلّ دون التأمُّل للحظة في ماهيّة المشكلة، وسؤال أنفسهم (هل هذه هي المشكلة حقّاً؟)، ولذلك فإنّ إهمال تحليل المشكلة، وفَهم طبيعتها، وحجمها، ومدى تأثيرها، وعدد مرّات تكرارها، قد يُشتِّت الجهود عن مسارها، ويفتح المجال أمام ظهور مشاكل أخرى ».