لقد كان التعليم التحدي الأكبر منذ بداية جائحة كورونا للآن. كيف يمكن أن يستمر التعليم في ظل التطور في الوباء واستمرار انتشاره على نطاق واسع. لقد تم تعطيل التعليم التقليدي بالكامل واستخدام التعليم عن بعد فقط. وعاني الكثير من الطلاب والأهالي وظهرت بعض التحديات والمشاكل التي مهما حاولنا إنكارها كانت موجودة وتدق ناقوس خطر يعترض تطور التعليم.
لقد أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تعطيل التعليم التقليدي لمدة أسبوعين نتيجة زيادة عدد حالات الإصابة بكورونا خوفا من تفشي الوباء بين الطلاب بطريقة لا تحمد عقباها وتم استثناء طلاب الصفوف الثلاثة الأولى.
أن التعطيل المستمر للدراسة يهدد بتراجع مستوى الطلاب وحرمانهم من مزايا التواصل الشخصي الذي يمكن من ضبط مسار العملية التعليمية ومعرفة قدرات ومهارات الطلاب والتأثير في سلوكهم الاجتماعي والإنساني بشكل مباشر.
أن الحل المنطقي الذي يناسب المرحلة هو استخدام التعليم المدمج الذي يجمع بين التعليم التقليدي وجهاَ لوجه وبين التعليم عن بعد.
أن تعطيل التعليم التقليدي لفترات طويلة يحرم الدارسين من العديد من المزايا، وبالتالي فدمج التعليم هو الحل الناجع للمرحلة الحالية، حيث سيضمن استمرار التواصل والتنسيق بين الطلاب والمعلمين والنظام التعليمي واتقان دمج التعليم يمكن من حل الصعوبات التي قد تواجه المتعلمين في التعلم عن بعد.
التعليم المدمج سيمكن من ردم الفجوة بين عدم توفر مصادر التعليم الالكتروني لدى البعض وبين تقليل نسبة تجمع الطلاب بأعداد كبيرة. يمكن عمل جدول اسبوعي لكل مدرسة بالتعليم يومين عن بعد وثلاثة أيام بالغرف الصفية ثم تبديل المجموعات الأخرى على أن يلتزم المعلمون بالدوام اليومي وبضمان تطبيق إجراءات السلامة العامة والتباعد بين الطلاب.
للسنوات عديدة كنا نشتكي من الاعداد الكبيرة للطلاب في الغرف الصفية فجاءت كورونا لتحسم الأمر بعدم إمكانية وجود طلاب أكثر من 18 طالبا في الصف الوحد وهو عدد نموذجي يضمن كفاءة التواصل والتوصيل بين المعلم والطلاب. برأيي المرحلة الحالية والمقبلة تحتاج التعليم المدمج وبقوة.
على وزارة التربية والتعليم توضيح أنواع التعلم المدمج واستخدامه كمفهوم مرن يمكن المعلمين والطلاب من تحسين نتائج التعلم مع تقليل المخاطر الصحية، وعلى كل مدرسة تحديد وتكييف نموذج التعلم المدمج المناسب لعدد الفصول والطلاب في المدرسة بما يضمن توازن وقت التعليم عبر الانترنت مع وقت التدريس وجهاَ لوجه.
لقاء الطلاب مع المعلم بشكل متقطع يضمن حل مشاكل التعليم عن بعد مع أخذ مزايا تلمذة جيل على استخدام التكنولوجيا والتعامل مع الحزم الالكترونية وإرسال المهام الصفية عن بعد.
التعليم المدمج يحفز نمو وتطوير اساليب وطرقا مختلفة للتعليم تضمن تفعيل المهام والواجبات التي تعتمد على البحث عن المعلومات من مصادرها وغيره من المزايا الذي سأخصص عددا من المقالات القادمة للحديث عنها.
Dr.asmhan altaher@gmail.com
مواضيع ذات صلة