إنهم فئة وشريحة كبيرة تتسلل الى البيوت وتمنع الحياة الطبيعية عن الناس بانشغالهم بمتابعة الواتس والمحادثة ومشاهدة مقاطع الفيديو وإرسالها لأكبر عدد ممكن من الأصدقاء واستلام مسجات منهم وتبادل المعلومات والفضائح والصور وقضاء وقت طويل في التسلية.
إنهم من يسرقون من الناس خصوصيتهم ويغتالون معنى الصداقة ومن يدبلجون العديد من الصور والكتب الرسمية ويزيفون الحقائق ويغيرون المعالم ويقلبون الحقائق وينشرون الظلم ويفسدون
الحياة ويمنعون الناس من قضاء وقت مع أنفسهم وأسرهم.
إنهم من يسرقون لحظات ومواعيد اللقاء الاجتماعي والتواصل المباشر ويقطعون المودة وينزعون البركة من الوقت المشترك للعائلة لمناقشة أمورها براحة وتفهم وانسجام وتوافق والتفكير معا.
إنهم لصوص ومن نوع جديد كما في المسلسلات على المحطات الفضائية والذين ينشرون أفكارهم المشوهة وأسلوب لبسهم وحياتهم ومعيشتهم وأشكال خيانتهم وخروجهم عن قواعد السلوك الإنساني السليم.
إنهم من يستغلون الشباب ويستهترون في مستقبلهم وعلاقتهم باهلهم ومجتمعهم ويصورون لهم الحياة على شكل فوضوي واستهلاكي وترفي ويقدمون لهم ألوان من السعادة المزيفة على حساب أشياء كثيرة.
إنهم من يعيشون في الخيال ولا يتقنون التعامل مع الواقع وتحمل الصعاب والتغلب على التحديات ولا يقدرون على مواجهة الشدائد ويهربون إلى عالم الاحلام المزيف بتفاصيله من التمرد والعبثية والشكوى والتذمر.
إنهم من لا يسمعون لان سماعات الموبايلات في آذانهم والوجبات الجاهزة في متناولهم والموضات من أساور وسلاسل وملابس غريبة عجيبة في خيالهم وأشكالهم.
إنهم من يسرقون الجمال من لوحات المنازل ويشوهون المشهد ويشكلون عبئا على الحياة وعلى كاهل من يعارض اسلوبهم في الحياة ويقدم لهم النصيحة والتوجيه.
إنهم من لا يحاولون إصلاح أنفسهم ومشوارهم والشعور مع الاهل والمجتمع والتفكير في العمل المنتج والكد والصبر وتحمل الشدائد وعيش الواقع والنزول الى الميدان ومعترك الحياة لإثبات الذات وتحقيق الطموحات والأهداف.
ولأنهم كذلك علينا إلقاء القبض عليهم وطردهم من منازلنا والتي باتت تعاني منهم ومن خطرهم وأثرهم السلبي الكبير على مجريات الحياة الطبيعية والسليمة تلك التي لم تعد كما كانت من ذي قبل ونأمل ألا تكون كذلك فيما بعد.
[email protected]
