كثرة أسئلتك تعني أنك طفل ذكي جداً، بالتأكيد واضح أنك ذكي مثلي تماماً..إذ كنت وأنا في مثل سنك أسأل عن كلّ شيء، وكانت أسئلتي كثيرة ومتلاحقة، حتّى أنّ أبي قام في أحد أيام العطلة بوضع لاصق على فمي، ذلك لأنّي سألته عن حجم البحر ولونه وعدد الأسماك التي تعيش فيه، وبعدها حزنت لأنّي لم أتمكّن من التعبير عن الكثير من الأسئلة التي تدور في نفسي. إلى أن جاءت أمّي ونَزَعَتْ اللاصق عن فمي، تنفست قليلاً، ثمّ سرعان ما فاض سيل الأسئلة من فمي، غضب أبي فقالت أمي: عليك أن تسأل سؤالاً واحداً، ثم تنتظر الإجابة بهدوء حتى تسأل غيره، وعليك أيضاً أن تختار الوقت المناسب للسؤال، ولا تقاطع أحداً أثناء حديثه لتسأله عما يدور في رأسك. بل تنتظر حتى ينتهي من الكلام لتوجه له سؤالك، قلت لها: حاضر يا أمي، صمت قليلاً ثم قلت لها.. والآن أريد أن أسألك: لماذا لا أستطيع التوقف عن الكلام.
فرح تسأل
من أين جاء الربيع؟
ذهب الشتاء ليختبىء في العام القادم وأرسل لنا الربيع لننعم بجماله ريثما يأتي الصيف الدافىء، ومن ثمّ يأتينا الخريف ليمهِّد لنا قدوم الشتاء من جديد. يحدث ذلك كله بمساعدة صديقتهم الشمس.
فالشمس هي السبب في تبدل الفصول يا عزيزتي. يحدث ذلك أثناء دوران الأرض حول الشمس. وتختلف الفصول من بلد لآخر فربما يكون الجو صيفاً في بلادنا وشتاءً في بلد آخر، ودوران الأرض هو السبب في ذلك.
يتحدد الفصل في بلد معين بمقدار اقترابه من الشمس أثناء الدوران. فعندما يقترب مكان معين من الشمس كثيراً، يصبح الجوّ فيه صيفا، فترتفع الحرارة وتنضج الثمار.
ومع استمرار الدوران وابتعاد المكان قليلاً عن الشمس، يبدأ الخريف فتنخفض الحرارة قليلاً وتسقط أوراق الأشجار. ثم يبتعد المكان أكثر عن الشمس فيصبح الجو باردا وتتساقط الأمطار والثلوج . ومع استمرار الدوران يعود المكان إلى الاقتراب من الشمس قليلا فيصبح الجوّ لطيفا وتنبت أوراق الأشجار من جديد، وتتفتح الأزهار فتفرح الفراشات والعصافير بقدوم الربيع. ثم يستمر الدوران ليعود الصيف من جديد. وهذا الدوران يستغرق سنة كاملة حتى تنتج الفصول الأربعة.
فكر واحزر
شعر: نهلة الجمزاوي
دُقّـي دُقّـي
تِكْ تِكْ توكْ
قُربَ سَريري
تِكْ تِكْ توكْ
هيا..هيا يـا حلوينْ
وقتي غالـي وقتي ثـمـيـنْ
أحرص حتـــى لا أهـدُرُهُ
أو أهـمـلـــه و أبـَعْـِثـرُهُ
وقتي لحظاتٍ وثوانٍ
أعرفُ فيها خير معانٍ
فيـها أقــرأ فيـهـا أكتـبْ
أجمعْ أطرحْ أضربْ أحسبْ
وقـتـي يـا أغلـى الأوقاتْ
أنهـضُ من نومي بنشاطْ
أمضـي في فرحٍ وسرورْ
في يومٍ يُشرِقُ بالنّورْ
من هي التي تدق لتوقظني من النوم؟
غرائب
آكل النَّحل
إذا كنّا نأكلُ العسلَ الذي يصنعهُ النّحل..فهناك من يأكلُ النحل ذاته، إنها الطيور آكلة النحل، وتعرف هذه الطُّيور بألوانها الزاهية التي تجعل لها جمالاً مميزاً، ويوجد منها ستةً وعشرون نوعاً، وتشترك جميع الأنواع بلونها الزَّاهي. تعيش أغلب أنواع آكل النَّحل في قارتيّ آسيا وأفريقيا، كما أنَّ بعضها تعيش في أستراليا، وغينيا الجديدة، وجنوب أوروبا، وتتغذّى هذه الطُّيور على الحشرات، وأكثر شيء على النحل والدَّبابير، ومن مصدر غذائها أطلق عليها اسمها، ويَحصل الطَّائر على الحشرات عن طريق التقاطها بمنقاره وهي طائرةٌ في الهواء.
يحكى أن
من حكايات كليلة ودمنة
الحمامة والنملة
عَطِشَتْ حمامة مرة، فأتت إلى نهر ماء فشربت، وكان بقربها نملة وقعت في الماء وأشرفت على الهلاك، فلما رأت الحمامة استعانت بها. فرمت لها الحمامة قشّة في الماء فنجت من الموت؛ وإذا بصياد خرج على الحمامة، فوتر قوسه ليقتلها، فعضت النملة رِجل الصياد، فالتفت من الألم وتخلصّت الحمامة.
في يوم من أيام الصيف الجميلة كانتْ هناك نملةٌ تمشي على إحد أغصان الأشجار باحثةً عن الطعام، وفجأة اختلف الجو وهبت رياحٌ قوية جعلتْ النملة تفقد التوازن وتسقط من على غصن الشجرة في النهر، كانت على الغصن المجاور لغصن النملة حمامة بيضاء، عندما سمعت الحمامة صوت استغاثةِ النملة آتيًا من النهر التقطت الحمامة ورقة من الشجرة وألقتها في البركة، وصاحت على النملة "تسلقي إلى غصن الشجرة".
أمسكت النملة بالغصن، وعلى الفور سحبتْ الحمامة الغصن بمنقارها إلى شاطئ النهر، جلست النملة في ظل شجرة وهي متعبةٌ تمامًا، ولا تكاد تصدق كيف نجت من الموت بفضل الحمامة الطيبة، تركتها الحمامة وذهبت لتحضر لها بعض الثمار والفواكه لتستعيد قوتها.
عادتْ النملة للمشي في الغابة باحثةً عن الطعام، عندما شاهدت صيادًا يتجوّلُ في الغابة، ويبحث عن صيد ما، خافتْ النملة على نفسها من الصياد، ولكنها تذكرت أنَّ الصيادين لا يصطادون النمل، وفزعت عندما تذكرت أنَّ الصياد ربما يلحقُ الأذى بالحمامة التي أنقذتْ حياتها، فوقفت تراقبُ الصياد لتعلم من هي ضحيته، وفي تلك اللحظة جاءت الحمامة تطيرُ من بعيد، وشاهدتها النملة، وقد كانت صديقتها نفسها، ركضتْ النملة نحو الصياد مسرعةً وعضته من قدمه قبل أن يطلق الرصاصة على الحمامة المسكينة، فانحرفت بندقية الصياد ،ودخلت الرصاصة في جذع الشجرة، وأدركت الحمامة الأمر فطارت بعيدًا، و عندما رأت النملةُ الحمامةَ وقد هربتْ تنفست الصعداء. لم تدر الحمامة أنَّ النملة هي من قام بإنقاذها من رصاصة الصياد، لكنها عادت بعد أن شاهدت الصياد وقد جلس على الأرض يتألم، فنادتها النملة "أنا هنا يا صديقتي على قدم الصياد، أردتْ أن أردَّ لك الجميل، وأحمد الله أنَّكِ لم تصابي بأيِّ أذى.فشكرتْ الحمامةُ النملةَ على إنقاذها لها، وعدم نسيانها المعروف الذي قدمتْهُ لها الحمامة قبل ذلك، وحملتْ الحمامة النملة على ظهرها وأخذتها في نزهة قصيرة في أرجاء الغابة الجميلة.