هذا سؤال سأضعه أمام رئيس الوزراء.. وأجزم أنه للآن لا يوجد تصور لدى المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي حول مئوية الدولة وكيف سيتم الاحتفال بها... قبل عشرين عاماً وحين تم إقرار عمان كعاصمة للثقافة العربية من قبل اليونيسكو، وجامعة الدول العربية قام المهندس نضال الحديد.. بعمل لجنة دائمة بمكاتب ونظام مؤسسي لتقديم التصور عن شكل الاحتفالية... وقلنا في داخلنا أن القصة يجب أن لاتكون رقصات شعبية وقصائد حماسية.. وإعلاما وإضاءة... كنت في تلك اللجنة وقتها، وقمنا بإعادة طبع أديب عباسي، تيسير السبول، سيرة مدينة لعبدالرحمن م?يف، جريدة الدفاع بكامل أعدادها، عرار، الملك عبدالله الأول، غالب هلسة، عودة القسوس، البدوي الملثم...إلخ.
عشرات المؤلفات التي صدرت في الستينيات والخمسينيات، تم إعادة جمعها وطبعها ووزعت على مؤسسات الدولة، ولم تكن رهينة الأدراج بل أحدثت حركة مهمة في الصحافة فقد تناول طارق مصاروة وفهد الفانك ونبيل الشريف.. وغيرهم، هذا الأمر بالكثير من الإشادة، وأحدثت هذه المطبوعات حركة مهمة من الدراسة وتعريف الجيل الجديد بتاريخه.
في مئوية الدولة لا نحتاج دبكات، ولا أغاني.. فهذا أمر ممل.. ولكنا نستطيع إعادة نشر أرشيف التلفزيون الأردني، الذي ما زال محفوظاً... ورهين الغرف المغلقة، نستطيع نبش أرشيف الإذاعة الأردنية، وإنتاج سردية أردنية كاملة منه... ونستطيع أيضاً، أن نفتح أرشيف المؤسسة العسكرية... فقادتها وعمالقتها ومن قاتلوا في فلسطين مازالت ملفاتهم وأوسمتهم.. محفوظة هناك.
التلفزيون الأردني والجيش يشكلان مخزناً مهماً للوثائق، والأرشيف المسموع والمرئي.. وأظن أن مؤسسات مثل هذه، قادرة على سرد قصة الدولة، قصة الكفاح والنضال.. وقصة صبر الأردني وتعبه.. وقادرة أيضاً على أن تقدم حقائق مهمة عن المئة عام التي مرت من عمر الدولة.
الأصل أن تشكل لجنة ملكية من الآن، لبحث الأمر... ويتم الترتيب والتنسيق مع المؤسسات المعنية، ولنتذكر أن مئوية الدولة تعني التاريخ والأرشيف، ولا تعني أبداً دبكة لمجموعة من الصبايا والشباب على مسرح أنيق، من ثم يقال: (والله الاحتفال كان حلو)..
[email protected]
