كتاب

رئيس الوزراء..

من أقوال رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة السيدة مارجريت تاتشر «أن تكون رئيساً للوزراء.. هي الوظيفة الوحيدة التي لا تستطيع القيادة فيها من خلال الحشود!». رئيس الوزراء أو رئيس الحكومة في بعض الدول، ويسمى أيضاً الوزير الأول في بعضها الآخر، وهو المسؤول عن كل الوزراء المُعيّنين في الحكومة، وعادة زعيم أكبر حزب في الحكومة، أو زعيم الحزب الذي يفوز في الانتخابات، ويتم تعيين رئيس الوزراء رسمياً من قبل الملك أو رئيس الدولة أو رئيس الجمهورية.

... ظهر تعبير رئيس الوزراء في شكلين هما؛ شكله الفرنسي، وهو رئيس الوزراء، حيث تشير المصادر من القرن السابع عشر إلى أن الكاردينال ريشيليو بعد تعيينه لرئاسة المجلس الملكي في عام 1624، ولكن اللقب كان غير رسمي وتم استخدامه إلى جانب الوزارات الرئيسية غير الرسمية على قدم المساواة «رئيس وزراء الدولة» كتوصيف وظيفي، بعد عام 1661، فيما بعد رفض لويس الرابع عشر وأحفاده السماح لأحد وزرائهم بأن يكون أكثر أهمية من الآخرين، لذلك لم يكن المصطلح قيد الاستخدام، وأما في شكله الإنجليزي، فقد ظهر تعبير رئيس الوزراء في القرن الثامن عشر في المملكة المتحدة، عندما استخدم أعضاء البرلمان اللقب على نحو سيئ في إشارة إلى السير روبرت والبول (الذي كان لقبه الرسمي هو «سيد الخزانة الأول»). وقد كانت بريطانيا على مدى القرن الثامن عشر في نزاع طويل مع فرنسا، واشتعلت حرب دورية وشاملة، وكان البريطانيون يفخرون بصراحة «بحريتهم» على عكس «طغيان» الملكية المطلقة الفرنسية؛ لذلك فإن المقارنة الضمنية مع ريشيليو لم تكن مجاملة في حق والبول، ومع مرور الوقت، أصبح اللقب شرفياً ويحمل كثيراً من الاحترام والمجاملة والمكانة، وبقي كذلك الى اليوم.

... أما بالنسبة لأهم الواجبات التي على رئيس الوزراء القيام بها فتشمل؛ إدارة العلاقة بين الملك والحكومة ككل، وتعيين و صرف الوزراء، ورئاسة مجلس الوزراء وأهم لجانه، وترتيب «أعمال مجلس الوزراء» الأخرى -أي رئاسة اللجان الأخرى وعضويتها وجداول أعمالها- وتوزيع المهام بين الإدارات إنشائها أو إلغائها، والعلاقات مع رؤساء الحكومات الأخرى، ومشاركة وثيقة بشكل خاص في السياسة الخارجية، والدفاع والإشراف على أعلى التعيينات في الخدمة المدنية، وإدارة العلاقة بين الحكومة والمعارضة، والإشراف على التعيينات الأكاديمية، والتخطيط المستقبلي لمواجهة الأخطار التي تهدد الخدمات الأساسية والصحة الوطنية من أي مصدر، وتمثيل المملكة في الاجتماعات الدولية ومؤتمرات القمة..الخ.

... بحلول أواخر القرن العشرين، كان لغالبية دول العالم رئيس وزراء أو وزير موازٍ، وكان المنصب يُشغل إما تحت نظام ملكي دستوري أو رئيس رسمي، أما الاستثناءات الرئيسة لهذا النظام؛ فهي الولايات المتحدة الأميركية والجمهوريات الرئاسية في أميركا اللاتينية، حيث يمارس الرئيس مباشرة السلطة التنفيذية. في النظم البرلمانية، يُطلب من الحكومات عموماً أن تحظى بثقة مجلس النواب في البرلمان، عندما يفقدون الثقة بالتصويت، أو يكون هناك اقتراح بحجب الثقة عنهم، فإن معظم الأنظمة الدستورية تتطلب؛ إما خطاب استقالة أوطلب حل برلماني.

drfaouri@yahoo.com