من أقوال جلالة الملك الباني الحسين بن طلال رحمه الله وجعل مثواه الجنة «نحـن اﻷردنيون نبني ﻻ نهـدم ونجمـع ﻻ نتفـرق، احـذروا الفتنـة احـذروا إقليميـة التي يثيرهـا البعض». العنصر الأول هو القيادة التي تلعب دوراً هاماً في صعود وسقوط الأمة، فالقيادة الجيدة ستكون موالية لبلدها وتؤدي كل مهمة لصالح البلد، وكذلك يجب أن تعرف كيفية خلق موارد البلاد، ثم تخصيص الموارد العسكرية والمدنية بنسب محسوبة، وأن تعرف القيادة كيفية إقامة العلاقات الاستراتيجية والثنائية مع الدول الأخرى، وعلى أساس من الشروط والاوضاع التي تعمل وفقها التحالفات المختلفة.
أما العنصر الثاني لتكون الدولة أقوى، فيكون من خلال العدالة للجميع، وبغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين، فالجميع في عين القانون يعاملون حسب أفعالهم، فصاحب الأفعال الجيدة سوف يكون هو الأفضل! وصاحب الأفعال السيئة سوف يكون الأسوأ! فتطبيق نظام قضائي شفاف وعادل في الدولة يستطيع رفع الأمة على أقدامها، وبناء ثقة الأمة والدولة بسبب شعورهم بالعدالة للجميع بغض النظر عن من هو غني ومن هو فقير! سياسي أم رجل من العامة! موظف دولة أم من عامة الناس! مسلم أم مسيحي! أبيض أم أسود..الخ.
أما العنصر الثالث الذي يجعل من الدولة أقوى فهو الاقتصاد المتنامي والمستقر، فالحالة الاقتصادية للبلد تشير إلى ازدهارها وقوتها، وأحد العوامل الرئيسية للقدرة والتأثير هو اقتصاد البلد القوي. وهنالك مثال واضح وقوي على ذلك، هو حالة الصين، التي ارتفعت اقتصادياً وتسجل اليوم نمواً اقتصادياً مستقراً ومتزايداً. والشيء المهم الذي يجب التركيز عليه، هو عملية التدوال المناسبة للثروة من الأغنياء إلى الدولة، ومن الدولة إلى الفقراء، وهذا التدوير يتم من خلال الأعمال. ثم زيادة فرص الأعمال لرجال الأعمال المحليين بالاضافة إلى الاستثمار الأجنبي بنسبة 60:40. وأن يكون الاعتماد أكثر على المنتجات المحلية، وزيادة التصدير وتقليص الاستيراد للدولة، ثم زيادة الناتج المحلي الأجمالي، والناتج القومي الأجمالي واللذين سوف يكونان مساهمان كبيران نحو تحقيق القوة الاقتصادية للدولة.
أما العنصر الرابع الذي يجعل من الدولة أقوى فهي التكنولوجيا، فالدول التي تملك التكنولوجيا المتقدمة تستطيع التحرك بسرعة أكبر في العالم، والدول الأخرى سوف تتبعها، وتعتبرها دولاً فاعلة وناجحة! ومما لا شك فيه أن التكنولوجيا تجعل من السهل بمكان للدولة لتتقدم. واليوم هنالك حرب تجارية فيما يتعلق بالتكنولوجيا. فالقنابل الذرية والهيدروجينية والستالايت والطائرات المقاتلة والصواريخ الغواصات البحرية والردارات والكمبيوترات العملاقة والروبوتات والأجهزة الأخرى المختلفة هي منتجات لهذه التكنولوجيا المتقدمة والتي في النهاية سوف تسهم في قوة الدولة.
وأخيراً، هنالك عناصر لا تقل أهمية عن العناصر التي تم ذكرها سابقاً، مثل جغرافية الدولة وأهمية جغرافيتها الأستراتيجية ومساحتها والغنى في مصادرها الطبيعية وعدد مواطنيها..الخ، جميعها تلعب دوراً حاسماً ومهماً في أن تكون الدولة أقوى. القيادة الحقيقية هي القدرة على ترجمة الرؤية إلى واقع!.
drfaouri@yahoo.com
مواضيع ذات صلة