ساهم الاطباء العرب وابدعوا بنشأة العلوم وتطورها باكتشافاتهم قبل العلماء الغرب بقرون. وتركوا بصماتهم في تاريخ العلوم لانهم قدموا انجازات علمية نعتبرها رصيد تاريخنا العربي وسوف اذكر عالمين. (1) أبو علي الحسن ابن الهيثم (965م-1039م):. وتميزت أعماله حول العدسات. استطاع فهم فسيولوجية الإبصار وتقدم علمياً بعد يوقليدوس وبطليموس في الإسكندرية اللذين تمسكا بنظرية الرؤية واعتقدا الإبصار نتيجة شعاع يخرج من العين فترى به الأشياء. لكن ابن الهيثم دحض نظريتهم وأثبت ان الرؤية لا تتحقق بهذه الطريقة ولكن بالأشعة الخارجية لتدخل في عضو الابصار ونظريته «من كل نقطة في أي جسم مضاء ينبعث نور بخطوط مستقيمة» «و(العدسة) السطح الحساس يستقبل الضوء كخطوة هامة للإبصار، ولكي لا تختلط الاشعة المنبعثة ببعضها فلا بد ان النور المستقيم فقط الذي يخترق العدسة». «أما الاشعة المائلة فتنكسر ولا يتم استيعابها، فيحدث تناسق بين كل نقطة قرنية بنقطة مقابلة على سطح العدسة». وكان اول عالم يؤكد أن الضوء الساقط عمودياً على العدسة وينفذ الى العين مكوناً صورة معكوسة وحيث ان مفهوم الصورة المعكوسة لم يكن مدركاً فقد افترض حدوث انكسار عند التقاء (العدسة) بالجسم الزجاجي بحيث تدخل الاشعة متوازية وهذا يكون صورة معتدلة للمرئيات في (الشبكية) والتي اعتبر انها امتداد للعصب البصري.
العالم الالماني جوهانز كبلر (1576م – 1630م) جاء بعد ابن الهيثم بستمئة عام تحير بطريقة تحول الصورة المعكوسة لصورة معتدلة واتضحت المشكلة على يد مولينكس وبيركلي في بداية القرن الثامن عشر. (2) أبو الحسن ابن النفيس: (1210م–1288م). درس الطب بدمشق ثم رحل للقاهرة واصبح عميداً للمدرسة الطبية. وهو اول عالم دخل التاريخ لاكتشافه الدورة الدموية الصغرى. قبل العالم الانجليزي وليم هارفي (1657م) ب ثلاثة قرون. ووصف ابن النفيس الدورة الدموية الصغرى كالتالي: عندما يتدفق الدم للبطين الايمن لا بد انتقاله للايسر ليستطيع تغذية القلب ومن الناحية العملية لا يوجد هناك منفذ لانتقال الدم من البطين الايمن للأيسر لوجود حاجز بينهما، وهذا عكس ما كان يعتقد به بعض العلماء بوجود نفق بين البطينين واعتبر الاعتقاد خطأ علمياً فنده ابن النفيس واعتقد به خطأ جالينوس لذا فنظرية ابن النفيس » لكي يتم تصفية الدم واكسدته لا بد من المرور في شرايين الرئتين حيث يختلط بالأوكسجين ويصبح نقياً ثم يمر عبر دورة الرئتين الى البطين الايسر للقلب ويكون قد امتزج بالأوكسجين واصبح جاهزاً لإعطاء روح الحياة في القلب ليقوم بضخ الدم المؤكسد الى بقية اجزاء الجسم. اذن كان ابن النفيس اول عالم في تاريخ البشرية يوثق بدقة متناهية الدورة الدموية الصغرى، ولم يسبقه غيره من العلماء في ارجاء الكرة الارضية.
مواضيع ذات صلة