ان الضربة القاصمة التي تلقاها الكيان الصهيوني من خلال الإصرار الأردني وصلابة موقفه ضد التمديد لملحقات اتفاقية وادي عربة والتي تمثلت في استعادة السيادة الأردنية على الغمر والباقورة قد وضع قيادة الليكود الصهيوني في مأزق حقيقي كما تداولته وسائل الإعلام الصهيونية والتي أوضحت بشكل جلي ان الحكومة المؤقتة الصهيونية والتي يرأسها نتانياهو لم تستطع ان تؤثر على القرار السيادي الأردني رغم ما تتمتع به من دعم دولي واقليمي غير مسبوق وهو ما وضعها في مأزق حقيقي امام الرأي العام الصهيوني وخاصة بعد اخفاقه في تشكيل ائتلاف بين الليكود وأحزاب اليمين واليمين المتطرف وبعد ان أوكلت مهمة تشكيل الحكومة الى منافسه حزب ازرق ابيض فادخل الليكود ورئيسه في مأزق حقيقي تداعياته ليست فقط على استحقاقات التشكيل الحكومي في الكيان الصهيوني انما ستطال كل تلك التداعيات شخصية رئيس الوزراء الصهيوني نتانياهو من خلال ما سيواجه من تهم فساد قد باتت معروفة وباتت ملفاتها بين القضاء في دولة الكيان الصهيوني بانتظار رفع الحصانة عنه حتى يواجه تلك التهم الثابتة على تورطه وعائلته في الفساد , اذا وكما يقرأ الصهاينة دائما فان الرد يجب ان يكون من خلال افتعال تصعيد عسكري وتجلى ذلك من خلال قرار غبي باغتيال شخصيتين من الشخصيات الدائرة العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي والتي ترجمت باغتيال القائد العسكري في قطاع غزة بهاء أبو العطا وعملية اغتيال قامت بها وبشكل مستدام طائرات الاحتلال الصهيوني في قلب العاصمة السورية دمشق في محاولة لاغتيال القيادي العسكري في حركة الجهاد اكرم العجوري وقد تم تنفيذ العملية واستشهد على اثارها ابن المناضل الكبير اكرم العجوري وهو معاذ الذي كان متواجدا لحظة الاغتيال في دمشق واستشهد أيضا المناضل الكبير بهاء أبو العطا وزوجته في عملية الاغتيال الجبانة وهذه الاغتيالات والتصعيد نحو غزة أدى بالضرورة الى محاولة خلط الأوراق من جديد واعتبار ان الدم الفلسطيني هو دائما مباح امام التحولات السياسية من الكيان الصهيوني.
ولكن هذه الإباحية لن تمر مرور الكرام لان الفصائل الفلسطينية قرأت الرسالة بشكل دقيق وبعثت بأجوبة أولية من خلال رشقات الصواريخ والتي تجاوزت حتى كتابة هذه المقالة بحدود المئة صاروخ ضربت خلالها الجبهة الداخلية للكيان الصهيوني وخاصة تل ابيب كل ذلك التصعيد الصهيوني نستطيع ان نقراه من التداعيات المباشرة وغير المباشرة للإخفاق الصهيوني في التأثير على الموقف الأردني من قضية الباقورة والغمر واستعادة الأردن المعتقلين الأردنيين هبة وعبدالرحمن فجاء هذا التصعيد من اجل إعادة خلط الأوراق في التجاذبات السياسية الداخلية في الكيان الصهيوني.
مواضيع ذات صلة