كتاب

يقين الواثق من النصر

ما زلنا نستمع لكل خطاب يلقيه جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين بشغف فلقد اعتدنا أن نستمد الإلهام والرغبة في الإنجاز والتطور من كلماته. في افتتاح الدورة العادية الرابعة في مجلس الامة الثامن عشر تطرق جلالته إلى الظروف الاستثناية التي يمر بها الأردن ورغم ذلك لم تثن هذه الظروف العزم على الاستمرار في مسيرة الإصلاح.

لقد أعلن جلالة الملك عبد الله في خطابه بفخر واعتزاز عن إنتهاء العمل بالملحقين الخاصين في منطقتي الغمر والباقورة وفرض السيادة الكاملة على كل شبر منها. وقد بدأ حديثة بتوجيه تحية أكبار وتقدير لكل أردني او أردنية ساهموا في مسيرة النهضة والبناء من هذا الشعب الآبي. وخص في الذكر حملة الشعار الأغلى على قلوب الأردنيين الجيش الأردني والأجهزة الأمنية. كما أكد جلالته على دعمه الدائم والمستمر للقضية الفلسطينية ولحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية.

لقد أشار جلالته إلى الأزمات التي ألقت بضلالها على الوضع الاقتصادي ولم تكن الإنجازات محور الحديث بل كان الإحساس العميق بمعاناة الشعب هو الأكثر وضوحاً حيث تحدث عن كل شاب يشعر بالخوف من قلة الفرص وعلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطن وعن قلق المتقاعدين المبرر حول الظروف.

لقد تحدث جلالته عن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي قدمته الحكومة والذي يتضمن الأجور والرواتب وتنشيط الاقتصاد وتحفيز الإستثمار وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والإصلاح الاداري والمالية العامة.

وحث على العمل بجدية وكفاءة وشفافية وشجاعة. وأكد جلالته على أن الحكومة لا تستطيع القيام بما هو مطلوب دون سلطة تشريعية داعمة وقضاء نزيه وقطاع خاص نشيط ومواطن إيجابي. ولقد أكد بأن الجميع مسؤول وفي الغد مُساءل.

معاناة كل واحد من أبناء الوطن هو الهم الذي حمله جلالة الملك عبد الله الثاني على عاتقه وبإصرار وبيقين الواثق من النصر حث على الاستمرار في الدعم في إتجاه تخطي التحديات للعبور نحو شاطئ الأمن الاجتماعي والاقتصادي الذي يضمن حياة كريمة لكل مواطن على هذه الأرض الطيبة.

أن الرؤية الملكية الواضحة للفرص المتاحة والتعزيز المستمر هو ما يجعل المواطن الأردني يتحلى بالأمل ولا يضع سقفا لطموحه وهل هناك أجمل من القائد الُملهِم الذي يستمد منه الشعب التفاؤل والعزم.

لقد استطاع جلالته أن يوجه أنظار العالم إلى الأردن وإمكاناته، مؤكداً على أن الأردن لا يعرف المستحيلات والمواطن الأردني صبر وما زال يعمل بعزم ومثابرة من أجل الاستمرار في مسيرة البناء والتطوير. تأكيدات جلالته بأن الأردن يمضي إلى الأمام بخطى ثابتة وبأن المستقبل واعد هو بمثابة وقود لشحن الطاقة الإيجابية للمواطن الأردني وهو ما يعزز المضي بثقة لتحقيق الأفضل لهذا الوطن الغالي العالي الحمى. حمى الله الأردن.

A_altaher@asu.edu.jo